المغرب: حوار حول قضية عمال-ات الزراعة المعتصمين أمام شركة كاليبريم منذ أسابيع

يخوض عمال وعاملات شركة كاليبريم الفلاحية اعتصاما مفتوحا أمام محطة التلفيف بمنطقة خميس أيت عميرة بعمالة شتوكة أيت باها دامت هذه المعركة أكثر من 70 يوما لحدود اليوم (16 دجنبر 2023) بعد أن رفض رب العمل تشغيلهم.

نبذة عن الشركة

كاليبريم (QUALIPRIM انظر موقعها على الانترنيت) شركة فلاحية مغربية يملكها الشرقاوي بن وردية. بدأت الشركة نشاطها الزراعي في بداية التسعينات، وتوسعت بدءا من أواسط سنة 2000 بعد عقد شراكة مع مجموعة أزورا الفرنسية-المغربية التي تعد من الشركات الكبيرة المصدرة للمنتجات الفلاحية بالمغرب. تعمل الشركة على مساحة تزيد عن 450 هكتار تحت البيوت المغطاة موزعة على 25 وحدة إنتاج تنتج الفواكه الحمراء (أنواع التوت: الأحمر والأزرق والعليق) والطماطم المعدة للتصدير، وتشغل أكثر من 5000 عامل-ة.

حوار مع مسؤولة نقابية

طرحنا أسئلة على نورا بلغازي، مسؤولة بالمكتب النقابي بمحطة التلفيف التابعة للشركة، وبمكتب الفرع المحلي شتوكة أيت باها للنقابة الديمقراطية للفلاحة المنضوية في فيدرالية النقابات الديمقراطية، وناشطة أيضا في لجنة المرأة بالنقابة.

• كيف بدأت المعركة وما هي المطالب؟

على عادتنا، عدنا من العطلة السنوية لاستئناف عملنا بمحطة التلفيف في آواخر شهر شتنبر 2023. تفاجأنا برب العمل يرفض تشغيلنا بمبرر أن منتوج الطماطم لم يعد موجودا. لكن المحطة تستقبل منتوج التوت الأحمر الصغير (العليق) وهناك عاملات وعمال يشتغلون في تلفيفه للتصدير. تشبثنا بحقنا في أولوية العمل بحكم أقدميتنا في العمل حيث اشتغلنا في المحطة منذ بداية عملها سنة 2008. كانت المحطة تشغل أكثر من 900 عامل-ة. لكنه عمد الى تقليصهم تدريجيا بتحويل جزء من التلفيف الى الضيعات خصوصا بعد توسيع مساحات انتاج الفواكه الحمراء منذ 2015. عددنا حاليا 172 عاملة منهم فقط 23 من العمال، وغالبيتنا لديهم أقدمية عمل من 15 سنة. وأمام تعنت رب العمل بدأنا اعتصامنا المفتوح منذ بداية أكتوبر 2023.

• كيف كان التفاعل مع ردود فعل رب العمل والسلطات المحلية؟

رفض رب العمل أي تفاوض بشأن عودتنا للعمل، ويصر على التخلص منا عبر حل واحد متمثل في منح تعويضات الطرد الهزيلة، علما أن غالبيتنا تعاني من ضعف التصريحات لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لسنوات. أبان بوضوح عن نيته في تسريح العاملات والعمال ذوي الأقدمية بالمحطة خصوصا وأنهن-م نقابيات/يون. انخرطنا في النقابة منذ سنة 2012. يوجد حاليا مكتبين نقابيين في المحطة: مكتبنا في النقابة الديمقراطية للفلاحة التابعة لفيدرالية النقابات الديمقراطية، ومكتب آخر في الاتحاد الوطني للشغل. القاعدة العمالية تدافع عن الوحدة وتجسدها يوميا في المعتصم. ترفض الاتصالات الفوقية مع رب العمل دون استشارتها وأيضا محاولات إيقاف المعركة بالقبول بحل التعويضات والتخلص من العاملات. نظمنا وقفة احتجاجية أمام مقر باشوية خميس أيت عميرة يوم الجمعة 24 نونبر 2023. قامت السلطات المحلية يوم الأربعاء 6 دجنبر بهجوم على اعتصامنا لفضه مستعملة جميع أنواع الشتم والإهانة والترهيب مما خلف إغماءات في صفوف العاملات ومنهن حوامل، بل وحتى امتنعت عن طلب سيارة الإسعاف لنقل المغمى عليهن. وتعرضت أنا شخصيا للسب المباشر من قبل مسؤول السلطة المحلية. لم تنل هذه التعسفات من عزيمة العاملات، ونظمنا وقفة احتجاجية أمام الباشوية يوم الأربعاء 13 دجنبر.

• ما هي آفاق المعركة؟

أفنينا جزءا كبيرا من عمرنا في خدمة هذا المشغل، ولم نكن نستفيد من أي امتيازات أخرى سوى الأجور الهزيلة التي كنا نكملها بالقروض. كان يناور في تصريحات الضمان الاجتماعي، ما يحرمنا الآن من تعويضات المرض وغيرها ناهيك عن معاش التقاعد. غالبية العاملات تعيل أسرهن ويعانين أوضاعا اجتماعية صعبة جدا خصوصا مع غلاء الأسعار. كل هذا ليس بحسبان رب العمل الذي رمى بنا الى الشارع. لكن العاملات مصرات على استمرار الاعتصام والتشبث بوحدتهن.

سنواصل الوقفات الاحتجاجية وجميع الأشكال النضالية حتى فرض مطلبنا في العودة إلى العمل. تحظى معركتنا بمساندة القواعد العمالية بمنطقة شتوكة، التي تقوم بزيارات تضامنية للمعتصم.  يدعمنا أيضا الفرع الجهوي لنقابتنا وبعض منظمات النضال بأكادير التي تساعد على التعريف بمعركتنا وتوسيع التضامن. تقوم لجنة الاعلام بنقابتنا بتغطية مستمرة لجميع خطواتنا النضالية على صفحتنا بالفيسبوك. كل هذا يغذي فينا نفس الاستمرار في النضال والثقة في النفس لهزم جميع محاولات تكسيرنا. نأمل أن يتوسع التضامن معنا وطنيا ولما دوليا مما يضمن انتصارنا.