5-التنمية الاجتماعية في فلسطين – جودة التعليم كأحد أبعاد الفقر المتعدد الأبعاد في ظل التعليم عن بعد

5-التنمية الاجتماعية في فلسطين – جودة التعليم كأحد أبعاد الفقر المتعدد الأبعاد في ظل التعليم عن بعد

تلعب جودة التعليم دوراُ محورياُ في التأثير على مستويات الفقر المتعدد الأبعاد، ولهذا فإن تأثير جائحة كورونا على جودة التعليم بسبب الإغلاقات الكلية أو الجزئية للمدارس تشكل أحد أهم الآثار السلبية للجائحة والتي لها تداعيات هامة على الأمد الطويل. نتعرض في هذا الجزء الخاص بالتنمية الاجتماعية إلى ما هو متوفر لدينا من معلومات، ولو أولوية عن هذا الموضوع.

خلال الأشهر الماضية تسارعت وتيرة انتشار وباء كورونا، وقابل ذلك قيام الحكومة بمجموعة من الإجراءات في محاولة تسطيح المنحنى الوبائي وتقليص أعداد الإصابات بهذا الفيروس. من بين هذه الإجراءات إغلاق المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات ومعاهد، الخ. في هذه الأثناء، انتهجت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية سياسة التعليم المدمج للمدارس الذي يتضمن التعليم الوجاهي كاستراتيجية رئيسية والتحول إلى التعليم عن بعد بشكل أوتوماتيكي عند تعذر الوصول للمدارس بسبب الظرف الوبائي، أما الجامعات الفلسطينية فقد تبنت بشكل شبه كامل نظام التعليم عن بعد خلال الفصل الدراسي الأول من العام 2020/2021، وهو ما يتوقع أن يستمر أيضا خلال الفصل الدراسي الثاني. يطرح إغلاق المدارس والتعليم عن بعد تساؤلاً حول مدى تأثير جائحة كورونا على جودة التعليم وبالتالي على تزايد نسب الفقربمفهومه الواسعفي الأراضي الفلسطينية، فقد أظهرت نتائج مسح الفقر المتعدد الأبعاد للعام 2017 أن مساهمة مؤشر جودة التعليم كانت من ضمن المؤشرات ذات المساهمة المرتفعة في مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد،1 حيث ساهم بحوالي 3.6% من قيمة المؤشر، هذا عدا عن مؤشرات أخرى تخص بعد التعليم مثل الرسوب، والتحصيل العلمي، والتسرب من المدارس والتي ساهمت بنسب أقل من مؤشر جودة التعليم في الفقر المتعدد الأبعاد.

5-1 كيف تعاملت دول العالم مع جائحة كورونا فيما يخص قطاع التعليم؟

أدى إغلاق المدارس إلى انقطاع عدد كبير من الطلاب حول العالم عن التعليم بالأخص في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط وصعوبة وصول الفئات الفقيرة والمهمشة إلى وسائل التكنولوجيا اللازمة للوصول للتعليم عن بعد مثل الانترنت وأجهزة الحاسوب والتابلت بسبب ضعف القدرات المالية لديهم وعدم وجود بنية تحتية ملائمة خاصة في المناطق البعيدة عن مراكز المدن. يوثق تقرير مشترك قامت به منظمة اليونسف مع اليونسكو والبنك الدولي أنه لم يكن هنالك قدرة على عقد الدروس بصورة منتظمة وتغطية كافة المناهج المقررة من خلال التعليم عن بعد. كذلك يضيف التقرير أن عملية التعليم عن بعد حتى في الدول المتقدمة وفي أفضل الحالات لم تكن بديل كافي للتعليم الوجاهي وللتفاعل بين الطلبة والمدرسين (UNESCO, UNICEF and The World Bank, 2020).2 يشير تقرير صادر عن منظمة اليونسف3 إلى أن حوالي 31% من طلاب المرحلة ما قبل الأساسي إلى الثانوي حول العالم حرموا من الوصول للتعليم بعد تفشي وباء كورونا بسبب إغلاق المدارس وعدم توفر الأدوات اللازمة للتعليم عن بعد لدى أسرهم. ويشير التقرير أيضاً إلى أن 90% من الدول قد اتخذت سياسات خاصة بالتعليم عن بعد، والتي تختلف وفقاً لمستوى الدخل للدولة؛ فالاعتماد على التعليمات من خلال المذياع كانت الوسيلة الأكثر استخداماً في الدول ذات الدخل المنخفض بنسبة 80%، وبنسبة أقل في الدول المتوسطة الدخل، والمتوسطة العليا. أما وسائل التعليم من خلال الانترنت والتلفاز فقد استخدمت بنسبة أقل من قبل الدول منخفضة الدخل (47%، و 60% على التوالي)، في حين استخدمت بنسبة عالية (95%، و 92% على التوالي) في الدول التي تقع ضمن شريحة الدخل الوسطى العليا.

شكل الطلاب من المناطق الريفية 3 من أصل 4 من الطلاب الذين لم يستطيعوا الوصول لأي وسيلة من وسائل التعليم عن بعد (تعليم الكتروني، إذاعي، بث عبر التلفاز) في أي دولة من الدول، وتزداد هذه النسبة في الدول ذات الدخل المنخفض. كما يشكل الأطفال المنحدرون من العائلات الأكثر فقراً ما نسبته 75% من الطلاب الذين لم يتمكنوا من الوصول لأي تقنية من تقنيات التعليم عن بعد. تزداد نسبة الوصول للتعليم مع ارتفاع المستوى التعليمي للطلاب، فحوالي 70% من فئة الأطفال في المرحلة ما قبل الأساسية (رياض الأطفال) كان من الصعب الوصول لها مقابل 18% فقط من طلاب المرحلة الثانوية العليا.

5-2 الوصول للتعليم في ظل تفشي وباء كورونا في فلسطين، وكيف استجابت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية

مع بدء تفشي فيروس كورونا في الأراضي الفلسطينية أعلنت السلطة الفلسطينية الإغلاق الشامل في استجابة سريعة لاحتواء الفيروس، وبناء عليه أعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في الخامس من آذار2020 إغلاق جميع المدارس، ورياض الأطفال والجامعات. “”شمل الإغلاق 3037 مدرسة، 2300 مدرسة في الضفة الغربية، و737 مدرسة في قطاع غزة، حيث توقف نحو 1.43 مليون طالب وطالبة عن الذهاب للمدرسة (57% منهم في الضفة الغربية و43% في قطاع غزة)، حوالي 360,000 طفل منهم يعيشوا في مناطق معزولة وفقيرة، أي لا تصلهم شبكة الانترنت“.4 بدأت في حينها محاولات استبدال التعليم الوجاهي من خلال بعض وسائل التعليم عن بعد كمحاولة بث دروس متلفزة، وإرسال واجبات للطلبة وتقييمهم أكاديمياً بناء عليها.

أشارت نتائج مسح أثر جائحة كوفيد-19 الذي قام به الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عن الفترة من من (5 أذار– 25 أيار)، إلى أن 51% فقط من الأسر التي لديها أطفال (18-6 سنة) ملتحقين بالعملية التعليمية قبل فترة الإغلاق شارك أطفالهم في الأنشطة التعليمية عن بعد خلال فترة الإغلاق (كما يظهر الجدول 5-1)، بما يشمل مشاهدة برامج تعليمية، استخدام تطبيقات التعلم الإلكتروني، وإنجاز واجبات محددة من قبل المعلمين. ويظهر الجدول ارتفاع نسبة مشاركة الطلاب من قطاع غزة في أنشطة التعلم من خلال الانترنت، بشكل ملحوظ مقارنة بمشاركة الطلاب في الضفة الغربية، بالرغم من أن مشاركة الطلبة في التعليم عن بعد بشكل عام في الضفة الغربية أعلى مقارنة مع قطاع غزة (53.3%، و 48.5 %على التوالي). يمكن أن يعزى ذلك إلى ارتفاع عدد المدارس التابعة للأونروا في قطاع غزة 276 مدرسة مقارنة مع 96 مدرسة في الضفة الغربية5، وتطور المنصة التعليمية الخاصة بمدارس الأونروا وإلزام الطلاب باستخدامها،6 حيث أن الكثير من المواد التعليمية والواجبات محملة على المنصة، وتحميلها من قبل الطلبة أقل تكلفة من طرق تعليمية أخرى كتصوير فيديوهات وإرسالها للمعلم، الأمر الذي زاد من إقبال الطلبة على استخدامها مقارنة مع الوسائل الأخرى.

جدول 5-1: نسبة الأسر التي لديها أطفال في العمر (6-18 سنة) وشاركوا في أنشطة تعليمية عن بعد حسب طبيعة النشاط التعليمي والمنطقة (نسبة مئوية)

طبيعة الأنشطة التعليمية عن بعد

المنطقة

فلسطين

الضفة الغربية

قطاع غزة

إنجاز الواجبات التي تم تحديدها من قبل المعلمين

95.7

95.3

96.1

استخدام تطبيقات التعلم من خلال النت

78.1

71.6

85.9

مشاهدة البرامج التعليمية من خلال المحطات التلفزيونية

38

23.4

55.2

تصوير فيديوهات من داخل المنزل وإرسالها للمعلم

51.2

58.3

42.8

أخرى

1.2

2

0.2

نسبة الأسر التي لديها أطفال (6-18 سنة) وملتحقين بالتعليم قبل الإغلاق وشارك أطفالها في أنشطة تعليمية (عن بعد) خلال فترة الإغلاق (25 أذار– 25 أيار /2020)

51

53.3

48.5

المصدر: الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. 2020. الفلسطينيون في نهاية العام 2020.

قبل ابتداء العام الدراسي 2020/2021 وضعت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية خطة للعودة للمدارس تبدأ مع الأسبوع الأول من شهر أيلول 2020، والتي اعتمدت نظام التعليم المدمج أو الهجين والذي يدمج بين التعليم الوجاهي والتعليم عن بعد. تنص الخطة على أن يتلقى الطلاب التعليم الوجاهي عندما يسمح الظرف الصحي بذلك، والانتقال للتعليم عن بعد في حال اشتدت الحالة الوبائية وتم إغلاق المدارس. وقد تبنت الوزارة مفهوم واسع للتعليم عن بعد لا يقتصر على التعليم الإلكتروني وإنما يتعداه إلى أنشطة واسعة منها البرامج التلفازية، وتغيير نمط التعليم والامتحانات بالطريقة التقليدية بحسب ما صرح به وزير التربية والتعليم الفلسطيني7. وقد نصت الخطة على إعطاء طلاب الصفوف من الأول إلى الرابع حيز أكبر للتعليم الوجاهي تأكيداً على أهمية التفاعل بين المعلم والطالب في هذه المرحلة فتم تقسيم كل صف إلى ورديتين، يتم تدريس كل وردية على حدة خمسة أيام في الأسبوع. كذلك اتبعت الوزارة عدة إجراءات تتعلق بالتعقيم وضمان التباعد الاجتماعي من خلال مراجعة مستويات الاكتظاظ في الشعب الصفية والتأكد من تقسيم الصفوف وفق التوصيات الصحية. يتلقى طلاب الصفوف من الخامس إلى الحادي عشر التعليم الوجاهي على شكل شعب تقسم بحيث يتلقى كل طالب خمسة أيام من التعليم الوجاهي خلال أسبوعين، ويستثنى الصف الثاني عشر حيث يكون الدوام وجاهياً. حاولت وزراة التربية والتعليم الفلسطينية تعظيم الاستفادة من الوقت المتاح للتعليم الوجاهي في ظل الكورونا بحيث يتم استخلاص المفاهيم الأساسية والأهم للطلبة في مسيرتهم التعليمية من المناهج وتقديمها لهم والتركيز على المواد الأساسية (كالرياضيات، العلوم، واللغات)، على أن يتم تشجيع القراءة والبحث لدى الطلبة وتعزيز الشراكة بين المدرسة والأسرة لتساهم في القدر الممكن لها للمساعدة في تحمل أعباء تعليم الطلبة خلال هذه الفترة.

5-3 دور انتشار التكنولوجيا في فلسطين في الوصول للتعليم عن بعد

يلعب إنتشار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات دور كبير في إمكانية وصول الطلبة إلى التعليم عن بعد، من خلال توفر الأدوات اللازمة للاتصال بالانترنت، أو الوصول للمواد المتلفزة، أو البرامج الإذاعية من خلال المذياع وهي الأدوات التي اعتمدتها الدول حول العالم لاستمرار المسيرة التعليمية خلال فترات الإغلاق وتعذر الوصول للمدارس بما يتلاءم ومستوى الدخل ومستويات التنمية الاقتصادية في كل بلد. سوف نسلط الضوء على بعض الإحصاءات من خلال المسح الأسري لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2019″،8 في محاولة لمعرفة مدى جاهزية الأسر الفلسطينية للاندماج في عملية التعليم عن بعد. يشير المسح إلى أن 33.2% فقط من الأسر في الضفة الغربية وقطاع غزة يتوفر لديها جهاز حاسوب (مكتبي، محمول، لوحي)، مما يعرض نسبة عالية من الطلبة للحرمان من التعليم عن بعد في حال تطلب ذلك وجود جهاز حاسوب لدى الأسرة خاصة في المخيمات حيث أن توفر أجهزة الحاسوب أقل انتشاراً 27.6% مقارنة مع المدن 33.6% والريف بنسبة 33.7%. يشير ذلك إلى ضرورة مراعاة إمكانية عدم توفر أجهزة حاسوب لدى الأسر الفلسطينية أو عدم وجودها بشكل كافي وبالتالي ضرورة إيجاد طرق مختلفة للوصول إلى الطلبة. كما يعد توفر الانترنت في المنزل عامل أساسي ليتمكن الطلبة من الوصول للتعليم الإلكتروني من خلال منصة التعليم المخصصة لهذا الغرض، وتشير البيانات إلى أن 79.6% من الأسر تتوفر لديها خدمة الانترنت في المنزل (72.7% في قطاع غزة مقابل 83.5% في الضفة الغربية)، مما يدل كذلك على أن عدد لا بأس به من الطلبة لن يكونوا قادرين على الوصول للتعليم في حال اعتماد التعليم عن بعد على الاتصال المباشر بالانترنت. وأما عن الأسباب التي تحد من الوصول لخدمة الانترنت، فيشير المسح إلى ارتفاع التكاليف (57.9 من الأسر)، وارتفاع التكاليف التشغيلية ( 59% من الأسر)(42% في الضفة الغربية، و77% في قطاع غزة). ويحتم هذا الواقع على وزارة التربية والتعليم والحكومة الفلسطينية ضرورة إيجاد وسائل لدعم الأسر للوصول للانترنت أو محاولة إيجاد آليات لا تعتمد على الاتصال المباشر بالانترنت لضمان وصول أكبر نسبة ممكنة من الطلبة لحقهم في التعليم.

ويشير الجدول 5-2 إلى نسبة انتشار أجهزة الحاسوب بأنواعها، توفر الانترنت في المنزل، ووجود جهاز تلفزيون لدى الأسر الفلسطينية ومعدل انتشارها وفقاً لنوع التجمع. وإذا ما لاحظنا الفرق بين توفر الانترنت وبين نسبة الأسر التي لديها جهاز تلفزيون، فنجد أن نسبة توفر جهاز التلفزيون 90.7% أوسع من انتشار الانترنت حوالي 80% وبالتالي قد يؤمن استغلال التلفزيون كمنصة للتعليم عن بعد فرصة الوصول لعدد أكبر وشرائح اجتماعية أوسع من الطلاب إلى جانب التعليم الإلكتروني الذي من شأنه توفير تفاعل أكبر بين الطلبة والمعلمين. يعني ذلك ضرورة توظيف جهاز التلفزيون في منهجية وزارة التربية والتعليم لضمان الوصول للطلاب إلى جانب التعليم الإلكتروني من خلال الانترنت.

جدول 5-2: بعض مؤشرات انتشار تكنولوجيا المعلومات بين الأسر في الأراضي الفلسطينية (نسبة مئوية)

المتغير

المنطقة

نوع التجمع

فلسطين

الضفة الغربية

قطاع غزة

حضر

ريف

مخيم

نسبة الأسر التي يتوفر لديها جهاز حاسوب (مكتبي، محمول، لوحي)

33.2

35.7

28.7

33.6

33.7

27.6

نسبة الأفراد 10 سنوات وأكثر الذين يستخدمون جهاز الحاسوب

26

24.8

27.8

27

25.8

20.8

نسبة الأسر التي لديها نفاذ للانترنت في المنزل

79.6

83.5

72.7

79.8

80.9

74.5

نسبة الأفراد 10 سنوات وأكثر الذين يستخدمون الانترنت

70.6

74.1

65.2

71.3

69.7

65.4

نسبة الأسر التي لديها أطفال في الفئة العمرية (5-17) سنة ويستخدمون الانترنت

41.8

43.1

39.7

42.7

39.1

37.5

نسبة الأسر التي لديها جهاز تلفزيون

90.7

96.5

80.5

90.1

96.8

84.5

المصدر: الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. 2020. المسح الأسري لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، 2019.

تعد الفئة العمرية من 10-17 عام هي الفئة الأكثر استخداماً لجهاز الحاسوب من بين جميع الفئات العمرية الأخرى بنسبة وصلت 38.8%. أما عن مهارات استخدام الحاسوب لدى هذه الفئة فهي متدنية كما يشير الجدول 5-3، فهنالك ما يزيد عن نصف مستخدمي الحاسوب في الفئة العمرية (17-10) سنة لا يجيدون المهارات الضرورية للعملية التعليمية كاستخدام البريد الإلكتروني حيث أن ما يزيد عن 80% لا يجيدون استخدام هذه المهارة، وما يزيد عن 85% لا يجيدون مهارات كإنشاء العروض التقديمية باستخدام برامج العرض، عدا عن مهارات أساسية جداً كاستخدام أدوات النسخ، واللصق، والتي يجهلها ما يزيد عن 50% من المستخدمين في هذه الفئة. أي أن هناك صعوبات كبيرة تواجه الطلاب في انتقالهم إلى التعليم الإلكتروني من ناحية المهارات اللازمة للاستخدام وليس فقط توفر أجهزة الحاسوب وخدمة الانترنت، من الضرورة أن تتبنى وزارة التربية والتعليم برامج لتدريب الطلاب على استخدام أجهزة الحاسوب بما يضمن استفادة النسبة الأكبر من الطلبة من أنشطة التعليم عن بعد.

نسخ أو نقل ملف أو مجلد

استخدام أدوات النسخ واللصق لتكرار أو نقل المعلومات داخل المستند

نقل الملفات بين الكمبيوتر والأجهزة الأخرى

ارسال رسائل البريد الإلكتروني مع المرفقات

استخدام الصيغ الحسابية الأساسية في جداول البيانات

توصيل أجهزة جديدة

إنشاء عروض تقديمية الكترونية باستخدام برامج عرض

فئة العمر من 10- 17 سنة

46.2

41.2

29.8

17.8

18.4

13.9

13.3

جدول 5-3: مهارات استخدام الحاسوب والانترنت للفئة العمرية 10-17 سنة:

المصدر: الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. 2020. المسح الأسري لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، 2019.

5-4 جودة التعليم في فلسطين وعلاقته بالفقر المتعدد الأبعاد في ظل تجربة التعليم عن بعد

حسب التقرير الصادر عن منظمة اليونسف،9 يعد مؤشر نسبة الالتحاق برياض الأطفال أو بسنة على الأقل ما قبل المدرسة من المؤشرات المهمة عالمياً والتي لها علاقة طردية مع التحصيل العلمي لاحقاً خلال سنوات الدراسة. لا تزال نسبة الالتحاق برياض الاطفال في فلسطين منخفضة (34.2% خلال العام 2019/2020)،10 وهو ما يعود ربما إلى ارتفاع تكاليف الالتحاق برياض الأطفال حيث أن نسبة مرتفعة منها تتبع للقطاع الخاص (1,300 روضة)، مقابل 500 روضة حكومية فقط. 11 هذا يعني أن عدد الأطفال الملتحقين برياض الأطفال معرض للانخفاض بسبب تداعيات جائحة كورونا على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية لعدد كبير من الأسر.12 كذلك، خلال الإغلاقات التي طالت المرافق التعليمية لم تشمل سياسات التعليم عن بعد رياض الأطفال لصغر السن وصعوبة التعامل مع الأطفال من خلال الانترنت وكان يكتفى بالإغلاق دون استبدال التعليم الوجاهي بأي طريقة للتعلم عن بعد. وفي حال استمرار الإغلاقات لفترات طويلة قد يحرم الطلبة من تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة لهذا العام وبالتالي خسارة العائد المتوقع على التعليم في هذا العمر.

من شبه المؤكد أن جائحة كورونا ستؤثر على جودة التعليم في فلسطين كما هو الحال في معظم دول العالم، ولذلك ستصبح القدرة على تحقيق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية محدودة في ظل إغلاق المدارس واعتماد أنظمة تعليم جديدة تراعي متطلبات التباعد الاجتماعي، لكنها في جوهرها تنحاز لفئة من المجتمع على حساب الفئات الأخرى وبالتالي تنتقص من حقها في التعليم ولو لفترة من الزمن. فيجب أن نلاحظ أن الأثار السلبية لجائحة كورونا ليست متساوية على جميع الفئات فالفقراء والمهمشون سيخسرون حقهم كلياً في التعليم ولمدة قد تكون طويلة، بينما تتمكن فئات أخرى من تقليل خسائرها عن طريق الاستفادة من أساليب التعليم عن بعد. كذلك، مع تفاقم سوء الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية ربما تصبح العودة للصفوف الدراسية صعبة بالأخص للطلاب الذكور الذين توجهوا للعمل بسبب عدم قدرتهم على الوصول والاستفادة من وسائل التعليم عن بعد. وعليه قد نشهد نسب تسرب من المدارس ونسب رسوب أعلى بالأخص في المناطق الأفقر وفي المناطق التي يقل وصول الأسر فيها إلى الانترنت والأجهزة اللازمة للتعليم عن بعد. ترتبط أبعاد التعليم المختلفة مثل الوصول للتعليم، جودة التعليم، الرسوب، والتسرب من المدرسة بالفقر المتعدد الأبعاد لعلاقتها المباشرة في أوضاع الأسرة الاقتصادية والاجتماعية، ولذلك من المتوقع ارتفاع مساهمة مؤشرات التعليم في الفقر متعدد الابعاد في ظل انتشار جائحة كورونا في حال لم يتم اتخاذ التدابير الضرورية والتي تراعي الفئات الفقيرة والمهمشة.

تشير بيانات مسح أثر جائحة كوفيد 19 على الظروف الاقتصادية والاجتماعية والذي نفذه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني13 إلى أن 39.5% من الأسر التي شارك أطفالها في الأنشطة التعلمية عن بعد خلال فترة الإغلاق (5 أذار إلى 25 أيار/2020) قيموا التجربة على أنها سيئة ولم تؤدي الغرض منها، بينما قيمها حوالي 39% بأنها جيدة مع إمكانية تحسينها، وحوالي 21% قيموها بأنها جيدة وأدت الغرض منها. تشير بيانات المسح الأسري لانتشار تكنولوجيا المعلومات إلى أن تكنولوجيا المعلومات أقل انتشاراً في المناطق الأفقر كالمخيمات (أنظر الجدول 5-2). ففي حين تظهر نتائج الفقر المتعدد الأبعاد (2017)14 أن الفقر المادي أكثر انتشاراً في المخيمات بنسبة 38.1%، مقارنة ب 24.4% في المناطق الحضرية، و13.9% في المناطق الريفية، وهو ما يفسر ربما انخفاض نسبة الأسر التي تتمكن من الحصول على خدمة الانترنت في المخيمات، بسبب ارتفاع تكاليفها كما أشار مسح انتشار تكنولوجيا المعلومات للعام 2019. يشير هذا كله إلى أن جائحة كورونا ستؤثر على جودة التعليم، وعلى أبعاد التعليم المختلفة مما سيرفع من مستويات الفقر المتعدد الأبعاد في فلسطين.

1 للمزيد حول مفهوم الفقر المتعدد الأبعاد ومختلف مكوناته يمكنكم الإطلاع على المراقب الاقتصادي والاجتماعي عدد (62).

4 https://www.ochaopt.org/ar/content/covid-19-emergency-situation-report-1

5 الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 2020. كتاب فلسطين الإحصائي السنوي 2020. رقم 21. رام اللهفلسطين. http://www.pcbs.gov.ps/Downloads/book2545.pdf

  1. 8الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. 2020. المسح الأسري لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات-2019. تقرير النتائج الرئيسية. رام اللهفلسطين. http://www.pcbs.gov.ps/Downloads/book2510.pdf

9 UNICEF. 2020. Are Children able to continue learning during Schools closures? https://www.unicef.org/brazil/media/10006/file/remote-learning-factsheet.pdf

10 الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 2020. كتاب فلسطين الإحصائي السنوي 2020. رقم 21. رام اللهفلسطين. http://www.pcbs.gov.ps/Downloads/book2545.pdf

11 أعداد رياض الأطفال الخاصة والحكومية تم الحصول عليها من خلال مقابلة شخصية مع دائرة رياض الأطفال في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.

12 الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. 2020. الفلسطينيون في نهاية العام 2020. رام اللهفلسطين. http://www.pcbs.gov.ps/Downloads/book2546.pdf

  1. 13الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. 2020. الفلسطينيون في نهاية العام 2020. رام اللهفلسطين. http://www.pcbs.gov.ps/Downloads/book2546.pdf

  1. 14الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني 2020. تقرير الفقر متعدد الأبعاد في فلسطين، 2017- النتائج الرئيسية. رام اللهفلسطين. https://mppn.org/wp-content/uploads/2020/06/book2524-Palestine-1-27.pdf

Share this post

Start typing and press Enter to search

Shopping Cart