الطلبة الممرضون على خطى الاساتذة المفروض عليهم التعاقد، يسقط التعاقد لا لخوصصة المرافق العمومية
الطلبة الممرضون على خطى الاساتذة المفروض عليهم التعاقد، يسقط التعاقد لا لخوصصة المرافق العمومية
بعد الهجمات القمعية التي تعرض لها الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد ، جاء الدور اليوم على طلبة و خريجي المعاهد العليا للمهن التمريضية لينالوا قسطهم من القمع و التضييق بسبب اصطفافهم مع رفاقهم الاساتذة الذين الفرض عليهم التعاقد ضد المخططات التخريبية الرامية اليوم الى تخريب و تفكيك القطاع العمومي خاصة قطاعي التعليم والصحة عبر خوصصة هذه القطاعات الحيوية، و بعده تفويته للسماسرة ، إذ لا يخفى على أحد محاولات الحاكمين في هذا البلد على مستوى قطاع الصحة تشجيع الاستثمار في إنشاء كليات الطب الخاصة والمعاهد العليا للمهن التمريضية الخاصة وعبرها إغراق قطاع الصحة بشواهد ممنوحة من قبل خواص ستقصي فرص خريجي القطاع العام من الحق في الادماج في سلك الوظيفة العمومية، وعلى الجانب الآخر ستضرب التكوين العمومي الذي يتلقاه الطلبة الممرضون في القطاع العام، وصولا إلى حد ضرب مجانية التعليم والتكوين رضوخا لإملاءات صندوق النقد الدولي التي كانت آخرها فرض نظام التوظيف بالتعاقد محل الإدماج في سلك الوظيفة العمومية. وهو الشئ الذي دفع الطلبة الممرضين إلى السير على خطى الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد ، مشهرين في وجه المسؤولين على القطاع خيار المعركة من أجل الدفاع عن قطاع الصحة رافعين شعارات : “لا للتعاقد”، “لا لإلغاء مجانية التعليم” و لا “لخوصصة مراكز تكوين الممرضين”.
و سيرا على نهج الأساتذة المفروض عليهم التعاقد ، عقد الطلبة الممرضون مجموعة من الاجتماعات المحلية لمناقشة و تدارس المحطات النضالية ، الشئ الذي توج بعقد جمع عام وطني للتنسيقية الوطنية لطلبة وخريجي المعاهد العليا للمهن التمريضية بالدار البيضاء يوم 16 مارس 2019 والذي مر في أجواء ديمقراطية سادته روح الحوار والمسؤولية و تعبير الطلبة المناضلين عن استعدادهم لتقديم كافة التضحيات في معركتهم، وكان من أهم مخرجات الجمع العام، قيام التنسيقية المحلية بالدار البيضاء بتجسيد وقفة احتجاجية أمام المعهد يوم الثلاثاء 26 مارس مرتدين ملابس سوداء تعبيرا منهم عن غضبهم و استنكارهم للزحف الحاصل على الوظيفة و التكوين العموميين. بالإضافة إلى الإنزال الوطني بالرباط يوم 30 مارس الذي كان من المقرر أن يكون على شكل وقفة احتجاجية أمام وزارة الصحة متبوعا بمسيرة نحو البرلمان ، غير أن قوى القمع و بلطجية النظام كان لها رأي آخر. فشهادات الطلبة المناضلين تحكي حجم التنكيل والقمع الذي قوبلوا به أثناء تفريق شكلهم النضالي السلمي، الشئ الذي خلف إصابات في صفوف المحتجين وصفت إحداها بالخطيرة إذ انهالت عناصر القمع بالضرب على مستوى رأس احد المحتجين، و رغم جحافل القمع إلا أن الطلبة المناضلين قابلوها بكثير من الصمود و الوحدة استطاعوا فرض إنزالهم الوطني معبرين عن الإرادة القوية التي تقودهم نحو التصدي لتخريب الوظيفة العمومية و قطاع الصحة وسط تعتيم إعلامي كبير .
في هذه المرحلة التي يختار فيها النظام خيار القمع والحصار أمام اتساع رقعة الاحتجاجات لا يمكننا فصل معركة طلبة وخريجي المعاهد العليا للمهن التمريضية عن المعركة البطولية التي يخوضها الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، فهي معركة واحدة ضد نمط التعاقد المذل المفروض ضدا على إرادة هذا الشعب الأبي، الشئ الذي عبر عنه الطلبة الممرضون في الشكل النضالي بكل وضوح :”ضد أي شكل من أشكال التعاقد ” ، “لا لإلغاء مجانية التعليم” .
إن المطلب الرئيسي بالنسبة للطلبة الممرضين ، بعد مطلب إسقاط أي شكل من أشكال التعاقد هو رفض ادماج خريجي المعاهد الخاصة بالمستشفيات و الوظيفة العمومية لأنه البوابة الرئيسية التي يحاول من خلالها الأوصياء على القطاع ضرب الوظيفة العمومية، كما يطالب الطلبة الممرضون ورفاقهم في قطاع التمريض الحكومة المحكومة : برصد المبالغ المالية الكافية لتوظيف جميع خريجي هذه المعاهد بدون استثناء ، والتعويض المادي على التداريب و الحراسات الليلية للطلبة ، والانصاف في التعويض عن الأخطار المهنية بالنسبة للمزاولين.
رغم قساوة هراوات القمع و التضييق الأمني الذي فض به الإنزال الوطني للطلبة الممرضين إلا أنهم عازمون على المضي قدما في معركتهم و تعبيرهم عن استعدادهم المبدئي لتقديم كافة التضحيات. كما تدعو التنسيقية الوطنية لطلبة وخريجي و ممرضي المعاهد العليا للمهن التمريضية كافة الهيئات والجمعيات الحقوقية والإطارات المناضلة و النقابات الى مساندة معركتهم و مواكبة محطاتهم النضالية القادمة و تحمل مسؤوليتهم النضالية.