الإنسان، والعمل، ومكافآته والبطالة

الإنسان، والعمل، ومكافآته والبطالة

ورقة مشاركة في:

الملتقـى الدولي حـــول

” إستراتيجية الحكومة للقضاء على البطالة و تحقيق التنمية المستدامة “

الذي نظمته: كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير

مخبر الاستراتيجيات والسياسات الاقتصادية في الجزائر

جامعة المسيلة

خلال الفترة 15-16 نوفمبر 2011م

المبحث الأول:  الإنسان ,العقل ,والعمل.

المطلب الأول: المقدمة

بالإضافة إلي ما قدمناه في المحاضرات السابقة, تتضح كلمة LABOUR أو LABORمن قواميس اللغة الإنجليزية أنها تعني جهد (جسدي أو عقلي),وبخاصة حين يكون عسيرا أو إلزاميا.والعمل هو النشاط البشري الذي يؤمن السلع والخدمات في مجتمع (ما). ويعني كذلك الخدمات  التي يؤديها العمال لقاء أجور معينة     إلخ.

وفي تعريف القواميس الفرنسية نجد أن العمل هو شكل من نشاط الإنسان(الرجل أو المرأة), نشاط يدوي أو ذهني يهدف إلي إنتاج (أو المشاركة في إنتاج) نتائج نافعة. ويمكننا النظر إلى العمل من زاوية أنه  عبارة عن نشاط تقنو-اقتصادي-اجتماعي.Une activite techno-economico-sociale. لذلك فإن جزءا كبيرا من حياة الإنسان ينفقه أو يصرفه في العمل,فطبيعة البيئة المادية والاجتماعية والثقافية تتأثر إلى حد كبير- بالوظائف( أي بالعمل)التي يحتلها الأفراد في منظمات المجتمع,لذلك كله,كان من الضرورة بمكان معرفة مغزى العمل في تنمية الموارد البشرية.لأن العمل هو المجهود الذي ينفق لتأمين منافع اقتصادية[وثمنه الأجر].وهو أحد عوامل الإنتاج الثلاثة الأساسية,الي جانب الأرض(اِلأشياء في الطبيعة -وثمنها الر يع) ورأس المال المتراكم(وثمنه الربح, والفائدة).   والعمل في المجتمع المعاصر له عدة وظائف  يمكن تصنيفها كالأتي:

*انتاج المواد الأولية كما في المناجم والزراعة.

*التصنيع بمعناه الواسع أوتحويل المواد الأوليةالي مواد أخري نافعة للإنسان.

*التوزيع وهو تحويل للأشياء النافعة للإنسان من مكان إلي مكان آخر كما تحددها الحاجات الإنسانية.

*عمليات إدارة وتنظيم الإنتاج كالمحاسبة والعمل الكليركي[ Clerical]أي الذي يتعلق بالكتابة.

*وما يدخل في صنف الخدمات التي يقدمها الأطباء والمعلمين والأساتذةإلخ

فالإنتاج في التصور الاقتصادي يقوم علي أساس عمل الإنسان وعلي الأدوات التي يستعملها في العمل كالمواد الطبيعية, وراس المال,ومن ثم , يعرف العامل بأنه[إنسان]يقوم بمجهود ويحقق إنتاجا, وتعرف العمالة بأنها العنصر البشري في العملية الإنتاجية كما لا يخفي علي أحد[دور المنظم]في التوفيق بين العناصر الثلاثة وهو واضح في عنصر العمل أو العمالة.فالعبرة كل العبرة ليست في ما هو حجم العنصر الذي يتم استخدامه في العملية الإنتاجية بقدر أهمية مدي استخدامه ,وطريقة استخدامه,التي عليها يتوقف الإنتاج وفشله

 المطلب الثاني:تعريف الإنسان بالعقل والعمل

 اعتبر الفلاسفة الأوائل أن ما يميز الإنسان عن غيره من المخلوقات هو العقل,لأنه  يدعمه ويساعد ه علي الشرح والتفسير و الفهم وإصدار الأحكام .استنادا إلي هذا ,عرف الفلاسفة الإنسان بأنه[HOMO-SAPIENS] أي [كائن له عقل].إلا أن  الفيلسوف اليونانيANAXAGORAS تنبه إلي أن العقل الإنساني يمكن حصر معناه في  محصول  أو نتيجة عمله اليدوي. ونجد أن أكثرية الفلاسفة من القرن 19و القرن الذي يليه قد مالوا كل الميل إلي تخصيص المقام الأول في حياة الإنسان الي نشاطه العملي لأنهم لم يعتبروا العقل إلا وسيلة أو واسطة تمكن بها الإنسان من بلوغ وتحقيق وإنجاز أهدافه العملية وصنع ألا لآت آلتي تنفعه أو تمكنه من التغلب على  المشاق في صراعه مع الطبيعة وتلبي حاجاته من مأكل وملبس ومسكن وتكوين وترفيه ….الخ .

    كانا الفيلسوف الفرنسي( BERGSON1849-1914 ) , والكاتب الفرنسي ( VALERY 1871-1945 ) في مقدمة المدافعين عن هذه الفكرة ,أي أن الصفة الجوهرية للإنسان في نظرهما هي أنه كائن عامل [FABES HOMO] ؛ عقل الإنسان في رأيهما قد تكون لأن له يدا تصنع الآلات  ! فالعمل إذن ,هو القدرة على الإنتاج ,وهو العامل الأساسي في صنع الحضارات البشرية ,والحق أن الناس جميعهم عمال سواء  يعملون في زراعة الأرض ,أو ضرب الحديد ,أو يمتهنون كتابة القصص والروايات الخ . لأن كل هذه الأعمال ترمي إلي كسب العيش , وصنع مواد جديدة لها قيمة اقتصادية ,وكذلك خدمة المجتمع .والفرق بسيط بين العمل العادي (حمل الحجارة ومواد البناء  الأخرى مثلا)  وبين عمل المهندس الذي يصمم العمارة ويشرف علي تنفيذ الأشغال ,لأن العامل والمهندس ومثلهما كل إنسان- أي كل واحد منهم  يخدم نفسه وفي نفس الوقت يخدم المجتمع والوطن الذي يعيش في ربوعه.

      أما في أدبيات  العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير فالمقصود بالعمل هو[ جهد الإنسان الذي يبذله في إنتاج شيء مفيد يساعده علي إشباع أو قضاء حاجاته أو حاجات غيره].هذا العمل هو الوسيلة الطبيعية التي يحصل بواسطتها أو من خلالها الإنسان علي ما يحتاج إليه في حياته المادية وحياته المعنوية والروحية . والمنظمات (علي الإطلاق) بحاجة مستمرة ومستدامة إلى العمل لإستثمار الخيرات الطبيعية وصنع المواد والوسائل الضرورية لإشباع حاجات الناس .وكلما تقدمت الحضارات زادت هذه الحاجات إلي العمل وتنظيمه وتسييره ,أى الاهتمام  أكثر بتسيير الموارد البشرية الرأسمال الحقيقي اليوم وغدا  لأهمية الاستثمار الصحيح فيها, لأن موضوع الموارد البشرية يعتبر من المواضيع الخطيرة لأنه يخضع للتصرفات البشرية التي يصعب التحكم فيها ، ولأنها لاتقبل قرارات آخر لحظة ، هذا مما يجعل الاستثمار فيها إستثمار ا من نوع خاص ومميز ،وهذا مما زاد من تركيز الاقتصاديين والقادة المسيرين علي هذا النوع من [الاستثمار الصحيح في الرأس المال البشري] وتفعيل الخبرات والقدرات العقلية بشكل مستمر ونوعي  تماشيا  مع التطورات الاقتصادية والتكنولوجية المعاصرة……

المطلب الثالث:العمل عبر الزمن حتى الثورة الصناعية [DANS LE TEMPS]:

منذ وجد الإنسان علي سطح الأرض ,وهو في صراع دائم مع الطبيعة للبحث عن العناصر  الضرورية لحياته من مأكل وملبس ومسكن ..الخ  وابتداء من هنا  تبلورت فكرة العمل, فما هي إذن مراحل تطوره ؟ كيف كان ينظر الإنسان لعمله عبر العصور والمراحل التاريخية التي مر بها ؟للإجابة علي هذا السؤال يتعين علينا معرفة العمل في مفهوم الحضارات القديمة :المصرية (العمل في الفلاحة والصناعة ),والبابلية (الصيد اكثر من الصناعة ) ,الفينيقية (الصناعة والتجارة الخارجية ) الصين  (  العمل عندهم عنوان العبودية ),اليونان (العمل يحط من قيمة الإنسان ),اليهود (تخصصوا في التجارة وتفوقوا فيها بامتياز  ) , الرومان (العمل قوة للنفوس والأجسام ),إلا أن  حضارتهم كانت تمجد الشعراء والفلاسفة ولا تحترم العاملين بأيديهم) ,المسيحية (العمل في نظر هذا المعتقد  كان عقوبة ومن لا يعمل لا يأكل ),أما الثورة الفرنسية (فإنها أطلقت حرية سلطان الإرادة في التعاقد) ’الثورة الصناعية (البرجوازية والرسمالية ,واعتبار العمل سلعة )  , فكر الاقتصاد السياسي (العمل مصدر كل قيمة ,والفرق في التوزيع ..إلخ ) الإسلام  (العمل عبادة لأنه يرتبط بالإيمان ,مؤمن لا يعمل, وعامل لا يؤمن الأول متخلف وراكد  والثاني تائه وضال الخ ).ومما لاشك فيه أن هذه الحضارات لم تقم من العدم  وإنما كانت بفضل عمل مضن قام به الإنسان , وهذا ما أكدته الشرائع و الديانات السماوية, والنظريات قديمها وحديثها,التي إعتبرت أن العمل الإنساني في جوهره هو مصدر الإنتاج والرخاء في آية مرحلة من مراحل تطور البشرية . غير أن هذه الديانات والنظريات تختلف في تقييمها للعمل البشري ,وتختلف كذلك في الحكم علي من سيستفيد به ومنه ؟

لذلك ,فإن لتطور مراحل العمل اثر كبير علي حياة الإنسان , الذي بفضله واكب هذا التطور ,ولولا العمل لما قامت للبشر قائمة ولما وصلت الحضارة إلي هذا الازدهار  والرقي فحق القول أن يكون العمل عبادة ويتبوأ منزلته ضمن المقدسات  !  لأنه يحقق الحكمة من خلق الإنسان ووجوده في هذه الحياة,وقد جعل الله الدنيا مزرعة للآخرة.

المطلب الرابع:المعنى الاقتصادي للعمل

أولا:العمل في المعني الاقتصادي:

 هو الجهد العضلي او الذهني الذي يبذله الإنسان عن وعي وإرادة وقصد لخلق منفعة اقتصادية أو زيادتها أي زيادة ما هو موجود فيها .هذا التعريف يؤكد :ضرورة توافر الإرادة و الهدف وتحقيق المنفعة ,فالحركات الغرائزية التي تؤديها أجزاء الجسم لا تعتبر عملا اقتصاديا,مثلا إذا قاد  أحدكم طائرته للنزهة والتسلية لا يعتبر ذلك عملا اقتصاديا  [لماذا؟] لان العمل عنصر أساسي في العملية الإنتاجية .كذلك,فإن الأرض والمعادن التي في باطنها ,و المساقط المائية , كلها ثروات طبيعية , ولكنها لا تفيد في إشباع الحاجات  (بدون عمل الإنسان) ,أي إلا عن طريق ما يبذله الإنسان من عمل فيها.ويمكن تقسيم العمل من الناحية الفنية إلي عمل تنفيذي ,وعمل تنظيمي وإداري وعمل إبتكاري (انظر المطبوعة السابقة )

أما العمل من وجهة نظر العامل(صاحبه) : فإنه ينطوي علي ناحيتين :

الأولي : هي الألم الذي يعانيه , وما يترتب على الجهد المبذول من تعب جسماني أو ذهني.. والشعور بسلب الحرية .غير أن هذا الإحساس شيء نسبي ما من شك أن المسير أوفر حرية من العامل العادي !

والثانية :هي المنفعة التي تعود عليه ,التي تتمثل فيما يحصل عليه  العامل من [أجر حقيقي ] ,وفي المزايا الفنية (إن وجدت ) مثل السكن المجاني ,أو ذي الإيجار المنخفض ,والعلاج المجاني , والتعليم المجاني ,وغير ه, بالرغم من هذا التركيز فإن العمل يتفاوت طبقا للنظام الاجتماعي السائد . ففي المجتمع الرأسمالي  صحيح أن العامل حر من الناحية النظرية ,لكنه ليس كذلك من الناحية العملية.لأن رفض العمل معناه عدم الحصول على الأجر  ومن ثم وسيلة العيش ,وتجديد الطاقة العملية لليوم التالي (ارجع إلى نظريات الأجور).

ثانيا:آراء المدارس الفكرية الإقتصادية :

إختلفت آراء المفكرين الإقتصاديين في تحديد المقصود من [العمل المنتج ]:-

*التجاريون :

اعتبروا إستغلال المناجم وإنتاج السلع والبضائع من أجل التصدير [أعمال إنتاجية ],بالرجوع إلى  فكرتهم القائلة بضرورة زيادة ما يملكه البلد من المعادن النفيسة , وفي أن تنمية الصادرات تؤدي إلى زيادة هذه المعادن ..

*الطبيعيون (أو الفيزيوقراط)  :

نظر هؤلاء إلي أن الأرض هي مصدر كل ثروة لأنها وحدها هي المنتجة , فهذا يستتبع بالضرورة أن يكون [العمل الزراعي ]هو المنتج ..

*آدم سميث :

في رأيه أن العمل هو الذي ينتج أشياء مادية نافعة ,أما الخدمات الشخصية فلا تدخل في نطاق العمل المنتج .أدرك آرم سميث وريكاردوا ان العمل هو وحده أساس القيمة ,وان تحليل التبادل يكشف عن أن العمل هو جوهر النشاطية الإنسانية (ACTIVISME).

*مالتس:

عارض فكرة اعتبار أن الخدمات غير منتجة,لأنها قد تعمل علي إنتاج الثروة أو المحافظة عليها بطريق غير مباشر طبعا            ……

*الفكر الماركسي :

عموما في نظر هذا الفكر , المنتجون المباشرون هم العمال من اليدويين والذين يشتغلون بعقولهم وأذهانهم أو بهما معا لذلك يري ماركس أن إلغاء الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج يؤدي بطريقة أوتوماتيكية إلي زوال تبعية العمل لرأس المال وتحرير العمال. الحق يقال  أن العامل وان تحرر من التبعية لرأس المال الخاص فإنه يبقي خاضعا لسيطرة رأسمالية الدولة التي تخلف رأسماليات الأفراد .لان الملكية الاجتماعية لراس المال  في غالب الأحيان لا يصحبها تغير حقيقي في ظروف العمل ومناخه .

ونعود الآن إلى [ديفيد ريكاردو ]- الذي نشر كتابه في سنة 1817 :[ مبادئ الاقتصاد السياسي والضرائب] فتوفر بهذا المؤلف ما اعتبر [إنجيلا] لعلم الإقتصاد السياسي آنذاك !

قال ريكاردو من ضمن ما قاله: ’’أنني اعتبر العمل مصدرا لكل قيمة ’’وتوصل إلي أن ’’قيمة السلعة إنما تتحد دائما بالعمل’’ [كيف؟]أولا : بالعمل الحي الذي يبذله العامل .وثانيا :بالعمل المتراكم  في صورة رأس مال .فأكد ان رأس المال عبارة عن عمل متراكم .لاغير ! وهكذا تلخصت نظرية الإقتصاد السياسي عندئذ في حقيقتين أساسيتين هما :الأولي: هي ان العمل هو مصدر كل ثروة ,ومقياس كل قيمة .والثانية: هي ان العمل المخزون يطلق عليه رأس المال ,ورأس المال هذا بفضل الطاقة الكامنة فيه يزيد من إنتاجية العمل الحي نفسه مئات المرات بل آلاف ..ومقابل ذلك يطالب ,راس مال بتعويض إسمه [الربح].قال ريكاردوا :لا يمكن أن يزيد الأجر إلا علي حساب الربح والعكس بالعكس .. ,معترفا بذلك بالتناقص الذي كان يعاني منه المجتمع الرأسمالي أيام زمانه [ لمزيد من القراءةأنظر محور المكافآت والأجور].

ثالثا:كيف تطور هذا المجتمع ؟

ففيما بين 1820-1830 تطور المجتمع البرجوازي (الرأسمالي ):

*   نما الإنتاج وتطور بسرعة فائقة

*   بسطت نظريات الإقتصاد السياسي التي وضعها آدم سميث ود يفيد ريكاردوو فّصلت في مقالات وكتيبات لاحصر لها

*   كانت الصناعة الحديثة تترك عهد الطفولة

*   كانت الرأسمالية تشهد أول دورة اقصادية بلغت أوجها في أزمة عام 1825

*   بالرغم من ذلك كان الصراع الطبقي بين الرأسمال والعمل مدفوعا إلي المؤخرة .    [لماذا؟]لأن البرجوازية كانت تلعب دورها الثوري إلي نهايته .سياسيا :صراع بين الحكومات الإقطاعية وبين الجماهير التي كانت تقودها البرجوازية,واقتصاديا :كان يتأجج صراع بين الرأسمال الصناعي ,وبين ملكية الأرض الإقطاعية

كان هناك ,صراع طبقي يشتد في صفوف الطبقات المالكة نفسها هذا الصراع كان يدور حول نفقة إنتاج السلع وتتمثل في تخفيض ثمن [القمح ]تخفيضا لثمن الخبز للعمال [لماذا ؟] لتخفيض الأجور بغية زيادة الأرباح. ولقد طغي وغطي هذا الصراع آنئذ على الصراع االفعلي بين رأس المال والعمل أي بين الطبقات المالكة لوسائل الإنتاج والطبقات العمالية. إن الاكتشاف أو الكشف الذي توصل إليه كل من آدم سميث وريكاردو هو أن ’’الانتاج الرأسمالي يقوم علي المبادلة وليس المعاش التقليدي ’’ ,والمنتجات تتبادل بقيمتها أثناء عملية المبادلة .فما هو مصدر هذه القيمة إذن ؟ إنه العمل ..وهذا واضح لدى ريكاردو,ولكن ذكر بقلق وتخوف عند آدم سميث ,فهو عنده تارة كمية العمل الموجود في السلعة وتارة قيمة العمل الذي يكلفه الشيء او يتبادل في مقابله واعتبر (مالتس )أن [القيمة ]تتوقف علي حجم الأجور المدفوعة ,ومن ثم لم يعتن هو وغيره بالدراسة لما كان يعتبره (ريكاردو )الإشكالية الرئيسية في الاقتصاد السياسي… , وهي [التوزيع ]وبخاصة [الربح ]

ولقد بدأ كارل ماركس  نظريته عن [القيمة] من هذه النقطة التي بلغها سميث و ريكاردو  ؛ومنذ ذلك الحين والفكر البرجوازي يحاول أن يطمس هذه الحقيقة منتحلا كافة المعاذير من[نظرية العمل المبذول فعلا ] ,إلي [نظرية نفقة الإنتاج] –… وغيرها كلها كانت محاولات لطمس المضمون العلمي للنظرية الكلاسيكية  ومنذ [سينيور ]حتى [كينز ] ونحن نشهد شتي المحاولات لتغطية جوهر الإنتاج الرأسمالي الذي يتعولم الآن ويراد له أن يعمم علي المعمورة بالقوة تارة  والترغيب والترهيبتارة أخري.

*ولذلك كله , تعرض [ديفيد ريكاردو ]  نتيجة ’’لصراحته ’’ أو لحاجة في نفس يعقوب ! إلى حملات عنيفة فى حياته:

*جان باتست ساي :وصف ريكاردو بأنه ’’القي علم الإقتصاد فى الفراغ ’’مما يعني انه ضربه ف صفر

*وهنري جورج : لقبه ب ’’أبا الشيوعية ’’.وعلق آخر على كتابه فقال ’’ولم يكن ريكاردو يعلم وهو يضع هذا الكتاب انه كان يهدم أعمدة البنيان لرأسمالي ’’

*وفضح ريكاردو  [ظاهرة الريع] على عكس مالتس الذي امتدحه. ومع ذلك ,فإنه فتح الباب أمام نقد النظام لرأسمالي.

*وكان القس باركلي :قد اقترح من قبل ’’القبض على كل متسول و استرقاقه  لعدة سنين ’’

*وجاء القس مالتس قائلا: ’’ليس لإنسان حق الحياة , إذا لم يستطع عمله أن يشتريها له ’’وكلف أحد الأشخاص رسميا بالإشراف على تحقيق في أحوال الفقراء في منتصف القرن19   , كان يرى ببساطة  في تقريره انه ’’إذا عرف  الفقراء أن عليهم أن يعملوا أو يموتوا من الجوع فإنهم سوف يعملون ’’    وبناء على ما تقدم ,فقد كان المطلوب من الفرد ان يكون عاملا لدى الرأسماليين أو لا يكون إطلاقا بمعني آخر إطلاق وترويج مفهوم[الحرية في سوق العمل]

المطلب الخامس:ما هي الإتجاهات العامة نحو العمل TRENDS  ؟

الإجابة:-

*هناك اتجاه يقول: أن العمل عقاب للمخالفة .عندما سقط الإنسان في الخطيئة ,طلب منه عندئذ أن يعمل من أجل أن يعيش بساعد يده وعرقه .أي طلب منه أن يعمل لكي يعيش .

*الرأي الثاني :هو أن العمل’’ شر لابدّ منه’’ .فالعمل وسيلة الإنسان للحصول على قوته لممارسة قوّته ضد القوى التي تتصارع معه في الطبيعة وتقهره وتعارض إرادته .

*والرأي الثالث :يقول أن العمل خير ولكنه غير سار .فالعمل ليس بسبب الخطيئة ,وليس بسبب عدم الاتساق  والتناغم الطبيعي بين الأشياء ولكنه نشاط خلاق و بناء .أما الإنسان فبطبيعته كسول لا يحب العمل ,لذلك يجد هذا النشاط الخير غير مرض , فهو يميل إلى الراحة لا الي بذل الجهد  ,ويجب أن يدفع دائما دفعا ( أي ركلا في نظر بعض الكلاسيكيين) لممارسة العمل المحدد له.

فالعمل وحده ليس مثيرا للقيام بالعمل ,لذلك كانت المثيرات الخارجية كالحوافر المادية الي جانب الدوافع الداخلية ,والموافقة الاجتماعية, والتهديد بالطرد مما يجب أن يدفع الإنسان دفعا للعمل إذن ,فالثلاثة مفاهيم السابقة عن العمل مفاهيم سلبية ,تؤدي إلي عدم الرغبة في العمل ,والي تجنبه .في حين أن الواقع العملي يقول أن القيام بالعمل هو الطريقة الوحيدة للإعداد للوظيفة .

-أما المفهوم الإيجابي : فمؤداه ان العمل فرصة مرضية للإنجاز الفردي  . العمل  ليس  عقابا  ولكنه  ميزة , ضرورة  خيرة لا شريرة ,العمل بناء في نفس الوقت سار وممتع , والعمل السليم من أعظم الأهداف جاذبية و استمتاعا, وتقدم مكافآته في حينها ولا يحتاج إلى مثيرات خارجية ,أو عقاب على الفشل في الإنجاز ……

وحاول بعض المفكرين أن يعطوا للعمل معني أخلاقيا,إذ العمل في نظرهم عبارة عن تجسيم للقيم  في الواقع ,فإذا  كان العمل من جهة يطبع عالم الأشياء بطابع الإنسان فهو من جهة أخرى ينمي في الفرد إنسانيته ,وهذا لايعني انه لا يرغب في المنفعة الذاتية من وراء عمله-تتمثل في الأجرة .بل ثبت بالتجارب أن العمل يعد إحدى دعائم الصحة النفسية والعقلية.

المطلب السادس:   العمل في ميزان الدين الإسلامي :

*في الثروة الطبيعية :قال جل شأنه: ’’وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ’’ ,’’هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم’’فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام, والحب ذو العصف والريحان’’ , ’’أو لم يروا أن خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون*وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون *ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون ’’وسخر لكم الأنهار’’وسخر لكم الشمس والقمر’’وسخر لكم الليل والنهار’’ ,هذه الآيات تدل علي أن الأرض وما فيها وما عليها وما حولها هي منبع الثروة الرئيسية , و أن  الإنسان هو الثروة بعينها

*وفي الإنتاج والمنتج :’’فامشوا في مناكبها  وكلوا من رزقه وإليه النشور’’فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله’’.

*أما عن الحث علي العمل ,فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم:’’طلب الفريضة فريضة بعد الفريضة’’  ’’الخلق كلهم عيال الله فأحبهم إليه أنفعهم لعياله’’ . وقال صلي الله عليه وسلم:’’ان الله يحب العبد يتخذ المهنة ليستغني بها عن الناس’’وقد عمل علي كرم الله وجهه عند امرأة كانت تعمل معجنة من الطين ( أي خمرة بضم الخاء)فجلب لها وعاء الماء الواحد مقابل تمرة , فقص ذلك علي الرسول صلي الله عليه وسلم فتهلل وجهه وأكل من التمر, ثم عاد إلي أهله يحمل لهم الطعام.

وقال لقمان للإبنه يوصيه:’’يا بني,استغن بالكسب الحلال عن الفقر,فإنه ما افتقر أحد قط إلا وصم  بثلاث خصال :رقة في دينه,وضعف في عقله,وذهاب مروءته,وأعظم من هذه الثلاث:استخفاف الناس به’’

فالإنسان في الإسلام كائن سام  , استخلفه الله في الأرض ليعلم ويبحث ويتصرف فيما وهبه الله من مال ونعم وفضله علي سائر المخلوقات ,قال جل شأنه ’’ولقد كرمنا بنى آدم ’’ثم استأمنه علي نفسه وماله وعياله .

قال أحد الكتاب المعاصرين ’’إذا كانت الأناجيل النّصرانية تعتبر العمل ذلة ومهانة ومشقة وتعبا في الأصل ,وان الإنسان لخطيئته عوقب بذلك عند إنزاله إلي الأرض ,فإن القرآن يصرح بأن إرادة  الله اقتضت أن يجعل في الأرض خليفة ,يجابه الصعاب ويلقى المصاعب ويعمل عملا صالحا يرضي به الله وينتفع به الناس ولذلك يخاطب المولي عز وجل المؤمنين بقوله: ’’يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا ورابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون ’’ فبقدر ما فضل الله الإنسان علي غيره من المخلوقات بقدر ما أمره أن يكون في مستوي هذه المكانة و المسؤولية ,وان يتجنب الانزلاق نحو الوحشية والبهائمية !

المبحث الثابي: تقسيم العمل والتخصص فيه

المطلب الأول:تقسيم العمل والتخصص

تقسيم العمل في الإصطلاح الاقتصادى هو قيام المستخدم او الموظف بآداء عملية معينة هي جزء في سلسلة من العمليات الانتاجية لانتاج  سلعة بصورة كاملة ,وهذا التصرف يعني تركيز كلي لنشاط المستخدم ووقته في القيام  بصنف واحد من العمل حتى وان كانت عملية بسيطة.لهذا فان تقسيم العمل والتخصص فيه كتنظيم اقتصادي ارتبط بتطور الإنتاج الصناعي الآلي,وهو إنتاج يعتمد علي التخصص سواء بالنسبة للآلة أو الذي يعمل عليها. لذلك كله ,اعتبر الاقتصاديون تقسيم العمل والتخصص من التنظيمات التي كانت وراء تطور الإنتاج ويعزون ذلك إلى عدة مبررات منها:

*تمكين كل  فرد من استغلال قدراته الطبيعية .

*اكتساب الخبر التى تعوض النقص في القدرات الطبيعية .

*يؤدي التخصص إلى الإلمام بدقائق العمل ,والتعرف على المشاكل والتغلب عليها

*يتحمل حدوث تحسين من نوعية المنتج

*الوفرة في استخدام المعدات لا تبقي معطلة

*الوفرة فى الوقت اللازم لتعلم حرفة (ما)

*الإسهام فى تحقيق آلية الإنتاج

غير أن لذلك مساوئ منها :

* الملل والسأم ,بسبب التكرار الذى قد يؤدى إلى بلادة الذهن والحد من سعة التذوق الفني

* إعاقة نمو القدرة على الابتكار و الاختراع 

* قد تتعاظم إمكانيات العطالة و البطالة بسبب المغالاة في التخصص

الذي قد يضيع المسؤولية

* انفصام العلاقة بين الرؤساء والمرؤوسين

* صعوبة تنظيم العمل توظيف العمليات توظيفا كاملا

* قيام طوائف متعددة من أرباب الحرف تسعي فقط وراء المصالح الخاصة حتى ولو أضرت المجتمع قد تعمد الي التأثير بوسائل خاصة على السلطات السياسية العامة

وتتفاوت درجات تقسيم العمل: من بلد إلى آخر ,ومن منطقة إلى أخرى ,ومن صناعة إلى أخرى ,وحتى من مصلحة إلى أخرى ,فهو محدود فى البلاد المتخلفة , ويصل إلى درجة الذروة في البلاد الصناعية الشمالية المتقدمة , لذلك لا يقف تقسيم العمل عند حدود الأفراد في الحرف و المهن المختلفة ,ولكن هناك أيضا تقسيم العمل بين المناطق المختلفة في داخل البلد الواحد (توطن الصناعة) ,وبين البلدان (التخصص الدولي) .

المطلب الثاني:وكيفما كان ذلك ,فما هو تحليل العمل أو الوظيفة؟

يقصد بتحليل العمل أو الوظيفة القيام بتحديد الأنشطة(Activities)التي تتكون منها المهام(Tasks)التي بدورها تكون العمل أو الوظيفة(Job).ويتم وضع ذلك في توصيف كامل ومتكامل,وتحديد مواصفات من يشغل الوظيفة المؤمنة,لأن أى وظيفة ردها إلى مجموعة من المهام يطلق عليها في غالب الأحيان تسميات  أعباء أو مسؤوليات أو اختصاصات. وبتالي فإن كل [مهمة] تتشكل من مجموعة من الأنشطة المتنوعة.

[لماذا تحليل العمل؟]يتم تحليل العمل (أو الوظيفة) من أجل القيام ب:

*تصميم العمل أو الوظيفة(Job Design)         .

*المساعدة علي إجراء عملية الاختيار(Selection).

*آداء تقييم العمل أو الوظائف(Job Evaluation).

*تقييم آداء المستخدمين(Performance Evaluation).

*إعداد برامج التدريب وإنجازها(Traning).

*ضبط وتحديد حاجات ومتطلبات المنظمة من العمالة(Manpower Planning).

*تسهيل وتبسيط العمل أو الوظائف(Work Simplification).

*إنجاز عمل الترقية والنقل(Promotion and Rotation).

ما هو تصميم العمل أو الوظيفة(Job Design

يساعد تحليل العمل علي تجميع الأنشطة في مهام معينة ,وتجميع المهام في عمل أو وظيفة كاملة لها بداية ونهاية.ولها هوية واضحة, تنم عن الشعور بالمسؤولية,وتوفر لمن يشغلها التميز بالتخصيص وتقسيم العمل يعني تصميم العمل أو الوظيفة ضبط وتحديد العمل الذي يتعين إنجازه.وما هي الأنشطة والمهام التي ستؤدي.ما هو حجم المسؤوليات؟وما هي الأدوات والفنون الإنتاجية التي ستستخدم في الأداء ؟وما هي طبيعة العلاقات السائدة في العمل أو الوظيفة؟وما هي ظروف العمل؛مناخ العمل؟

وعلي هذا الأساس يتم جمع الأنشطة في مهام,وجمع المهام في عمل ينجز أو وظيفة,مع الأخذ في الحسبان التشابه في الأنشطة أو المهام ,التتابع والتكاملالخ

المطلب الثالث:ما هو توصيف العمل أو الوظيفة(Job Description

هو النتيجة الفعلية لتحليل العمل أو الوظيفة التي تظهر في شكل تعريف تفصيلي مكتوب للوظيفة.يبين هدفها وطبيعتها,والمهام(أي الواجبات أو الاختصاصات أو المسؤوليات),وظروف أداء العمل,ومواصفات من يشغل الوظيفة المؤمنة.وهذه العملية من الأدوات الهامة للتسيير

المطلب الرابع:ما هي مواصفات من يشغل الوظيفة(Job Specification) ؟

فإذا كان توصيف العمل أو الوظيفة يزودنا بمعلومات عن ملامحها ويعرفنا بماهيتها.فإن مواصفات من يشغلها تعطينا ملامح من يجب أن يشغل هذه الوظيفة,والمتطلبات الواجب توافرها فيه؛التي تتضمن:التعليم.والخبرة.والتدريب.وغيرها من المتطلبات العقلية والجسمانيةالتي يتعين توافرها في من يشغل الوظائف المؤمنة(يعني المتوفرة حقا)  .  [إرجع إلي محاضرات التوظيف]* .

المبحث الثالث :نظريات تفسير الأجور

طبقا للتعريف العادي,الأجر هو المبلغ الذي يتقاضاه الأجير لقاء ما يؤجره من قدرة علي العمل,لصاحب العمل الذى يعمل تحت امرته و لحسابه.وفي كثير من الحالات يتم تحديد الأجر مسبقا.وطبقا للتعريف الإقتصادي,الأجر هو ثمن العمل (في الفكر البرجوازى) او ثمن قوة العمل (في الفكر الاشتراكي).

المطلب الأول :نظريات الأجور .    

أولا  : الأفكار والنظريات البورجوازية.

1– الفيزيوقراط:

 اعتقدوا أن أجور العمال لايمكن أن تزيد علي الحد الأدني الذي يتطلبه بقاءهم علي قيد الحياة في مستوي الكفاف. ,وهي أول صيغة لنظرية حد الكفاف.

2- آدم سميت:

 لم يقطع  برأي في الموضوع ,نراه تارة يقول:نظرية حد الكفاف أو الإعالة تنطبق فقط علي حالة السكون.أي حالةبقاء ثبا ت موارد المجتمع ,بينما تنطبق اعتبارات العرض والطلب علي حالة الدينامية الحركية,أىحالة كون موارد المجتمع متحولة متغيرة متبدلةبالزيادة والنقصان.

3- تورنز:

 اعتبر أن العمل سلعة كأي سلعة أخرى تباع وتشترى في السوقلكن العمل له في رأيه ثمنان ,ثمن طبيعي تحدده كمية الضروريات اللازمة لحياة العامل,وثمن في السوق يحدده العرض والطلب.

4- ريكاردو:

 يفرق كذلك بين الأجر الجاري والأجر الحقيقي( أو الثمن الطبيعي).الأول :هو الثمن الذي يتلقاه العامل تبعا لعلاقات العرض والطلب.أما الثاني: الأجر الحقيقي فهو الثمن الذي يكفل للعمال الوسائل اللازمة للإعاشة والإعالة.ولبقاء وتخليد نوع العمال دون زيادة أو نقصان,لذلك,كل ارتفاع في ثمن الضروريات معناه ارتفاع الثمن الطبيعي(الحقيقي)للعمل أي ارتفاع الأجر.

5- مالتس:

توماس روبرت مالتس  (1766-1844) نشر (رسالة عن مبادئ السكان)عام1803 أول افتراضاتها أن السكان يتزايدون بنسبة تفوق موارد الرزق,زيادة السكان ترتفع في صورة متوالية هندسية تقريبا أى2-4-8-16-32ألخفي حين أن موارد الرزق ترتفع في صورة متوالية حسابية أى بنسبة 1-2-3-4-5-6ألخ: كانت وما زالت نطرية مالتس موضع تعقيب ونقد لا سيما بعد تطور الإنتاج الزراعي والصناعي وذلك بتطور ونمو البحوث العلمية والتطبيقات التكنولوجيةبالرغم من أن ريكاردو استخلص مذهبه من نظرية مالتس في السكان إلا أن هذا الأخير رفض الصيغة الريكاردية وأعلن أن  الأجر يتوقف علي مقدار ضروريات الحياة وكان يقصد هنا المواد الغذائية.بوجه خاص التي كان يستهلكها العاملين.للإشارة فقط ,كلا الرجلين عايشا المراحل الأولي للثورة الصناعية عندما كان السكان يتكاثرون بسرعة بالغة ,في حين كان التطور التيكنو لوجي ما زال في بداياته ومن هنا نبعت تلك النظرة التشاؤمية القاتمة.

6- نظرية رصيد الأجور:

انطلاقا من الفكرة التي تنظر الي ان رأس المال عبارة عن امتناع عن الاستهلاك وانه هو الذي يهىء الرصيد الذي يدفع منه أصحاب الأعمال أجور عمالهم.ابتدع جيمس مل في منتصف القرن 19 ما أطلق عليه [نظرية رصيد الأجو]ر.كانت تتصف بالغموض فيما بنيت عليه‘ وفي مصطلحاتها ,وبالتشاؤم.هذه النظرية تجعل معدل الأجور يتوقف علي النسبة بين عدد العمال ورأس المال, هذا يعني أنه إذا ارتفع عدد العمال مع بقاء كمية راس المال علي حالها  يتعرض عدد من العمال للبطالة,لذلك يضطر الأفراد إلى التماس العمل بأجر تحت المعدلات المعتادة, والعكس يميل به مستوي الأجور إلى الارتفاع. أما إذا تساوت نسبة الزيادة في عدد العمال مع مثيلاتها في كمية رأس المال ظل مستوى الأجور علي ما هو عليه

7-نظرية المساومة :

 تقول هذه النظرية أن هناك حدا أعلي ، وحدا أدنى ، يقع بينهما معدل الأجر عن نوع معلوم من العمل ، وبين هذين الحدين يتوقف الأجر الصحيح علي كل من قوة العمال وعلي قوة أصحاب الأعمال النسبية في المساومة .

وبالرغم من أن النظرية لا تبين هذين الحدين الأعلى و الأدنى ، إلا أنها وفرت أداة منطقية يستند إليها الداعون إلي تأسيس  و تنمية الحركات النقابية ،كما تشير إلي إمكانية تحقيق نتائج طيبة بالنسبة إلي الطبقة العاملة عن طريق تشريع يفرض حدا أدني من الأجر .

8-نظرية القوة الشرائية :

 بينما كان ينصب اهتمام النظريات سالفة الذكر علي بحث موضوع تحديد[الأجور ]، لا تعدو نظرية القوة الشرائية كونها بحثا في العلاقة بين الأجور و مستوى النشاط الإقتصادي . فكلما إنخفض دخل الفرد زادت تلك النسبة منه التي تذهب الي الإستهلاك. وعلي ذلك فالأجور المرتفعة التي يحصل عليها ذوو الدخول المنخفضة سوف تقودالي ارتفاع الطلب علي الإستهلاك.هذه الحقيقة ,استمرت تستند اليها المنظمات ونقابات العمل في المطالبة بالتحسين المستمر لمستوى أجور العاملين سواء كانت الأجور أساسية أو إضافية.أى ما كان يدفع للأجير مقابل الأوقات العادية المقررة او ما يدفع خارج الأوقات العادية وذلك بسبب ما ينطوي عليه هذا الأخير من مشقة, وحث علي العملومع ذلك فالدول تتدخل منحين لاخر لتقرير الحد الأدني للأجور لايجوز التعاقد علي أجر يقل عنه,وذلك للحفاظ علي مستوي المعيشة ودفعا لخطر استغلال ارباب الأعمال للموظفين والعاملين.

ثانيا- النظرية الإشتراكية(الماركسية):

1-الاشتراكية العلمية

 تقول إن عمل العامل قي المؤسسة الرأسمالية يتكون من جزئين , أحدهما يدفع عنه أجر .والآخر يقوم به العامل دون أن يتقاضى عنه أجرا في الواقع . والأجر في ظل النظام الرأسمالي يخفي تقسيم وقت العمل إلى عمل ضروري /وفائض عمل وراء  شكل الأجر لا يظهر للعيان. إن ا لرأسمالي لا يدفع للعامل سوى المقابل لجزء فقط من عمله ,ومن ثم فالعمل الأجير في المجتمع الرأسمالي ما هو إلا نوع من [العبودية ]. في رأي هذه النظرية وحسب انجلز نفسه ’’الرأس مال لا ينتج أية قيمة . إن العامل ,إلى جانب الأرض ,هو المصدر الوحيد للثروة , والرأس مال نفسه ليس إلا المنتوج المخزن للعمل .’’ أجور العمل يدفعها العمل ويدفع للعامل من منتوجه هو نفسه ’’  ’’ ولا يحصل العامل منه علي أكثر من مجرد ضروريات الحياة ’’نظام العمل المأجور’’مقال1881.

2-ما هوفائض القيمة ؟

يقصد بفائض القيمة الفرق بين قيمة العمل الحقيقية , والقيمة الواقعية التى يحصل عليها العامل نتيجة لعمله, وهذا الفائض هو الذي يستحوذ عليه صاحب رأس مال دون وجه حق.العمل هو الذي يخلق قيمة الأشياء أىأن قيمة أية سلعة رهن بكمية العمل الذي يبذل في إنتاجها ,من ثم ,فالعمل وحده هو الذي يخلق الثروة .

ومع ذلك فمن الملاحظ أن العامل الأجير الذي ينتج الثروة لا يحصل إلا علي [الكفاف] وذلك لأنه يعمل ساعات أطول مما تقتضيه حاجاته ليعيش عيشه الكفاف ,وهذا الفائض من ساعات العمل هو الذي يحقق لرأس المال أرباحا إضافية بدون مقابل وحيث أن العامل لا يملك إلا قوة عمله , فإنه لا يستطيع أن يساوم الرأسمال أو يعارضه وإلا مات جوعا .

في نظر ماركس الحل الوحيد للقضاء علي هذا الاستغلال عن طريق [فائض القيمة] يمكن في إلغاء الملكيةالخاصة لوسائل الانتاج ,وتدمير الرأسمالية .[لماذا؟] لأنه كان يعتقد أن‘‘ العنف هو القابلة (LA SAGE FEMME) التي تولد مجتمعات جديدة من مجتمعات قديمة ‘‘.وكان  كتاب راس المال علي حد قول ماركس نفسه ‘‘أفظع قذيفة أطلقت علي رأس البورجوازية‘‘.

المطلب الثاني:الفوارق في الأجور وتشريعات العمل

أولا:الفوراق في الأجور والمكافآت:

 تعود الفوارق في معدلات لأجر إلي اعتبارات كثيرة ، موضوعية وذاتية ،منها :

1- تباين خصائص الحرف والمهن المختلفة ؛ وذلك  لما تتطلب من جهد جسما ني أو ذهنى , وما تنطوي عليه من أخطار أو أضرار بصحة المستخدمين (كما في حالة المناجم ومصانع الصهر والمصانع النووية)،    وما يصحبها من مكانة في المجتمع.                                                                                    2- تفاوت الأفراد من حيث المواهب والمهارات والكفاءات ، ومن ثم يحصل الذين يملكون هذه الخصائص علي أجور أو(مرتبات) عالية بسبب ما يتسم به العرض منهم من ندرة نسبية ،وهو ما يمكن أن نلمسه في حالة الكوادر الإدارية العليا مثلا (والإطارات السامية).

3- عدم توافر الميل إلي الإنتقال ، فقد تكون الأجور منخفضة في منطقة( ما) ،ومع ذلك يرفض أهلها النزوح إلي الانتقال إلي جهات أخري الأجور فيها       مرتفعة .

4- وهناك الفارق في الأجر عن العمل العادي والعمل الذي يتطلب نوعا معينا من المهارة ,

5- في بعض الحالات يمكن الإبقاء علي الأجور في المهارات والمهن المتخصصة عند  مستويات تزيد عن المستويات  التنافسية ويمكن أن يتم ذلك عن طريق تقييد عدد من يمارسون مهنة معينة (أطباء ,مهندسين ) مثلا أو وضع عقبات من نوع أو آخر في سبيل من يريدون أن يسمح لهم بالحصول علي التدريب أو التعليم  اللازم لهذه المهارات والمهن.

6- ويرجع الفرق في الأجور إلي اختلافات السن والنوع فأجور المستخدمين الجدد (الأحداث) مثلا تقل عن أجور البالغين وكذلك الحال بالنسبة إلي اجر الرجل والمرأة لا تزال هناك مجتمعات كثيرة أجر المرأة فيها دون أجر الرجل

7- للإعتبارات العنصرية أثر كبير في تفاوت الأجور في مجتمعات معينة ، أجور العمال الجزائريين في فرنسا ، وسود جنوب إفريقيا.

8- [مركز الأهمية النسبية] الذي يشغله قطاع معين أو نشاط إقتصادي معين ، المؤسسات الإستراتجية السونطراك مثلا

9- ولأن مستوى الأجور في البلاد المتقدمة أعلي منه في البلاد المختلفة والمتأخرة قد يكون أجر الواحد يعادل أجور العشرة

ثانيا:قوانين و تشريعات العمل:

     كما رأينا سابقا ,أن الاقتصاديين قد ربطوا العمل بالقيمة,لأن العمل هو الجهد البشري الذي يبذل في العملية الانتاجية,ومن ثم اعتبر أحد أركانها الأساسية بمعني انها عملية لا تتم بدون هذا العنصر حتي في أبسط صورها.ونجد أنه منذ ان انتقلت المجتمعات الانسانية من مجتمعات زراعية اقطاعيةالي مجتمعات صناعية تقانية ظهرت مشاكل ارتبطت بالدور الرئيسي الذي يقوم به العامل بغية تحقيق الغرض من الانتاج.

لهذا كله وضعت سلسلة من القوانين والتشريعات بدأت في البلدان الصناعية المتقدمة لتنظيم العمالة عرفت نتشريعات العمل اشتملت من الموضوعات ما يلي:

  • ساعات العمل.
  • الأجور والمكافآت.
  • استخدام النساء والأحداث(الأطفال).
  • تأسيس الاتحادات والنقابات العمالية.
  • التكوين والتدريب المهني والثقاقة العمالية.
  • التأمين والضمان الاجتماعي.
  • الأمن الصناعي.
  • إنشاء لجان ومجالس التوفيق والتحكيم.
  • مكافحة البطالة.
  • وغيرها ذلك من المشاكل ذات الصلة بالعمالة في المجتمعات الصناعية المعاصرةاللجوء الي ممارسة حق الاضراب

وقبل الوقوف عند محطة الخاتمة بقي علينا أن نتذكر معا قصة جمهورية العلماء,حينما رست سفينة تحمل العلماء إلى مكان ما علي وجه المعمورة كان من المقرر أن يعقد فيه مؤتمرا علميا  لتدارس مشاكل الإنسانية وفي عرض مياه احد المحيطات لجأ ركاب السفينة  إلى احد ى الجزر المهجورة والبعيدة  وعند نزولهم بها قرروا تأسيس جمهورية لهم لطالما حلموا بها ,وتقرر في الحال بناؤها وفق القوانين العادلة والمقدسة,وعند ما تم تحليل وتوصيف العمل قاد توزيع المهام إلى تكليف أحد العلماء المواطنين بعمل تنظيف المراحيض.لم يرفض العالم العامل القيام بالمهام المنوطة به بصورة قطعية وانما عبر عن ملاحظة مفادها :رغم أنني أؤثر رئاسة الجمهورية فسأقبل هذه المهمة المتواضعة,وبما أنني علي درجة من العلم توازي درجة صديقي العزيز رئيس الجمهورية فإنني أطلب ترضية قوامها جعل أجري أعلي من أجرره.إجابة عن سؤال لماذا نجزى المهن الدنيا إلا بأسوأ أجر؟

المبحث الرابع :ظاهرة البطالة

– البطالة معضلة  تواجه الإنسان لأنها تهدد الإنسانية في وجوده كعامل عاطل ،لأنه  فى أشد الحاجة إلى العمل خاصة عندما يكون  قادرا عليه, من أحل  الإنفاق على مطالب حياته  ويساهم به فى بناء وتنمية المجتمع الذي ينتمي إليه, ومن أجل عبادة الله, وحماية نفسه وأسرته  من صنوف  الفساد سواء أكان أخلاقيا أواجتماعيا أو سياسيا .

ومن مخاطر مشكلة البطالة أنها تحطم الجوانب المعنوية والنفسية للإنسان ، وتسبب ارتباكاً وخللاً فى الأسرة ، كما أن لها العديد من الآثار السياسية السيئة حيث تسبب خطراً على استقرار نظام  الحكم والحياة السياسية.

وبالتأكيد على ما سبق الإشارة إليه فإن يتعين علي القائمين بالأمر  التصدى لهذه العضلة لأن هذا التصرف  يعتبر من الضروريات الشرعية والواجبات الدينية ، والمسئولية الوطنية . ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه – هو  كيف تعالج هذه المشكلة بالفعل والعمل وليس بما يقولون ما لا يفعلون؟

مشكلة البطالة يختلف علاجها باختلاف أيديولوجية النظام السياسي والاقتصادي السائد ،لأن  أنصار النظام الرأسمالي الحر يحملون  القطاع الخاص مسئولية إيجاد فرص عمل بينما يكون دور الدولة محدودا في هذا المجال ، ومن واجب  سياسة الحكومة الرأسمالية دعم هذا القطاع ومساعدته أو مساعدته في عملية استيعاب العاطلين, والسؤال هو هل نجح هذا الفكر فى علاج البطالة  ؟ و كما يرى أنصار النظام الاشتراكي أنه  على الحكومة القائمة بالأعمال  مسئولية علاج ظاهرة البطالة من خلال تقوية القطاع العام لاستيعاب العاطلين عن العمل وذلك بتكثيف الاستثمارات فيه –ولكن للأسف  هل نجح هذا التوجه  الفكري فى علاجها؟

لقد بقيت ظاهرة  البطالة فى الجزائر تتقاذفها  المفاهيم والشعارات والوعود والأوهام, فقد اختارت  الدولة بعد الاشتراكية نظام السوق  والاقتصاد الحر ، وانتهجت خططا لإصلاح الاقتصاد الوطني  با الخوصصة  ، وكان من نتائج هذه السياسة  مضاعفات سيئة خاصة في ميدان التوظيف وتشغيل الشباب والأحداث  لأن دور الدولة قد توقف  عن تقديم  فرص عمل للعاطلين  الذين أخفق القطاع الخاص عن استيعابهم ، ومما زاد الطين بلة ضغط الكساد الاقتصادي، والمنظمة العالمية للتجارة  وزحف العولمة، وسيطرة قلة من رجال الأعمال على النشاط الاقتصادي…

ومن  مظاهر ومخاطر مشكلة البطالة فى الواقع العملى للبلاد ما يلي:

* قلة الاستثمارات لاستيعاب العاطلين.

* غياب الرشد فى عملية الخوصصة.

*الكساد الذى يعاني منه القطاع الخاص الذي فشل  في تقديم فرص العمل.

* تركيز اهتمام  القطاع الخاص على المجالات التى توفر الأرباح المرتفعة ولا توفر فرص التشغيل.

 * الفقرتسبب في انخفاض معدلات الادخار لقلة و ضعف الاستثمار فى المشاريع  الاستثمارية الجديدة لأسباب شتى .

* السياسات  الاستثمارات الأجنبية  التي تتوجه فى معظمها صوب المشاريع الكمالية والمظهرية والمضاربات وغيرها

* هذا إلي جانب تفشي مظاهر الانفتاح الاستهلاكي السئ وما فى حكم ذلك.

وبعد كل هذا ،هل نحن ناس  عمليون؟ وهل تستطيع الحكومة الوطنية  أن تقلل الفجوة بين الواجب والواقع؟,الناس ليسو  فى حاجة إلى مزيد من التحليلات الاقتصادية للبطالة  والتشخيص والبحث في الإحصائيات .. ولكن البلاد  حاجة  إلى برامج وطنية قابلة للتنفيذ فورا وحال لقطع دابر مسببات البطالة  وتخمر أسباب تقويض استقرار وأمن المجتمع : أمرنا الله تعالى فى قوله [وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ]لذلك كله  يتعين علي النظام القائم  أن يستوعب المسألة من خلال أن ظاهرة  البطالة هي  من القضايا التى لها حساسية  مباشرة بالمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتعليمية الشاملة  بالنظر اليها من جوانبها المتعددة وتناولها بكافة محاورها والتعمق في فهم  العلاقات السببية بينها وبين ما عداها من المشاكل التي تعاني منها السياسات الإستراتيجية لعلاج ظاهرة البطالة.

الخاتمة

كل الأعمال تحتاج إلى فكر,منها ما يغلب عليه الصفة الذهنية,ومنها ما يغلب عليه الصفة الجسمانية.وكانت الطبقة الحاكمة في عهد الرومان مثلا تقدر العقل وتحترمه لأنه منبع المعرفة,,لا تعير وزنا للجسد باعتباره حيوانيا,لذلك كانت تمجد الشعراء والفلاسفة ولا تحترم العاملين بأيديهم.ثم جاءت الثورة الصناعية والثورات الاشتراكية وثورات العالم الثالث؛منها الثورة الجزائرية-فاتجهت في حدة إلى الناحية الأخرى وأعطت معظم الحقوق السياسية للمستخدمين والعاملين في كافة المنظمات المجتمعية؛المصانع والحقول والمشاتي والدواوير. الواقع,أن الحق يقع بين هذين[الباطلين] لأن العملية الإنتاجية قوامها المستخدمين الذين يديرون الآلات,لكن هؤلاء يبقون في حاجة إلى من يخطط وينظم ويرشد ويوجه,ويراقب ويتابع-بعبارة أخرى,من يخطط ويشتري ويبيع ويحسب التكلفة ويحارب الفاقد والتبذير الحلا بدّ أن يتعاون الطرفان أى الفريقان باعتبارهم زملاء لكي تستفيد المنظمة من حصيلة التعاون والتكامل فيما بينهم.

وإذا كانت طبيعة العمل تتطلب أن يجلس واحد في مكتب(ما) وأن يعمل الآخر في ورشة في الهواء الطلق فإن هذا لا يغير في الأمر شيئا. قد تري مهندسين يعملون في ورش تعج بالضوضاء في حين يعمل الكتبة داخل مكاتب وثيرة دون أن يتجرأ أحد منهم علي القول أن زمرة المهندسين أقل من الكتبة شأناأومكانة أو منزلة.ويقع في الخطأ من يظن أن الرئاسة استعلاء-حتى وإن كانت سلطة الرئيس تحكم وظيفة المرؤوس[أنظر نظرية الهرم التنظيمي المقلوب].وبالتأسيس علي هذه المقولة يتعين علي الرئيس في أي مستوي تنظيمي أن يستمد احترامه من علمه وفنه ومهنيته وخبرته لا من السلطة التي استثمرت فيه.فالرئيس الذكي يبقي سلطته نائمة لا يوقظها إلا للضرورة-أى حينما يقع من المرؤوس أى انحراف في سعيه وراء تحقيق الأهداف .وتبقي الثروة الحقيقية  ومصر الإبداع في أى مجتمع هي الموارد البشرية,كم نملك من هذه الموارد التي لايلتفت اليها, بل يعمل الكثير علي تبديدها  واحباطها.لكي نعتني بها يتعين علينا توفير عاملين هما النعليم والتدريب كيفا وكما[أنظر محتوي محور التكوين, La Formation].غير أن هناك الكثير مما نفتقر البه.لأن التعليم والتدريب في الدول التي أخذت بأسباب التقدم يسير يدا في يد أو جنبا الي جنب,بينما هناك طلاق بائن  عندنا الي درجة السخرية التي اصبحت فيها الشهادة او الديبلوم لا يعني شيئا-بينما هي الشيءكله في قناعة بعض الناس,لأن متمدرسينا أصبحوا يسعون الي الحصول علي شهادات ودرجات علمية في مجالات عدة  فقط من أجل احراز نصر معنوي   الذي لا يعمل لا يعرف للوجود نظاما ولا للوقت انتظاما واتصالا ولا للحياة اتزانا, بل وجوده منفصل عن الوجود, ووقته غير منتظم الحلقات مفقود,وحياته مضطربة القيم وضبقة الحدود [أعني الناحية النفسية] أما [من الناحية الاجتماعية] فإن الكسل والبطالة والعطالة غالبا  ما تكونان مطيتين للانحراف والإجرام  ,لذلك فالعمل هو إحدى خصائص الإنسان؛ من العمل يستمد قيمته الإنسانية والاجتماعية

هذه هي بعض محتويات وخصائص محور [الإنسان والعمل]  –  والتساؤل الذي مازال يطرح نفسة,ونحن  بين شقى رحي عالمية الإنتاج والتسويق,وتدويل التمويل والاستثمار-إلي أى مدى يمكن لإقتصاديينا ومنظمينا ومسييرينا الإستفادة مما  يمكن أن تجود به تجارب الآخرين لمواجهة أو علي الأقل التفاعل بإيجابية مع المتغيرات العالمية المتدفقة والمتدافعة:علي رأسها النظام العالمي الجديد ,والعولمة ,والمعلوماتية.

أسئلة

بالرغم من كل ماتقدم ذكره,يبقي الطالب يتساءل حول:

*العمل ومكانة الإنسان في الطبيعة( وبخاصة خلق الثقافة).

*الإنسان والعمل والمجتمع(وبخاصة الاندماج)

*العمل والطبيعة البشرية( وبخاصة الشخصية .وهل حقا  أن  Man is what he does).

*هل يميز العمل من ذكاء الإنسان؟

*العمل كمهنة والمهنية,والتوجيه المهني ,والتكوين المهني من أجل الإعداد والاستعداد للعمل(أو الوظيفة)…..

 ـــــــــــــــــــــــــ

المراجع الأساسية

1-د.راشد البراوى,الموسوعة الاقتصادية(القاهرة:دار النهضة العربية,1971).

2-أحمد عطية الله,القاموس السياسي(القاهرة:دار النهضة العربية,1968).

3- د. مدحت كاظم القريشي ، الإقتصاد الصناعي ( عمان : دار وائل للنشر,2001).

4- د. أحمد محمد مندور ، إقتصاديات الموارد والبيئة ( الإسكندرية : مركز  الاسكندرية للكتاب ، 1995).

5- علي السلمي ، إدارة الموارد البشرية ( القاهرة : دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع).

  • د. أحمد ماهر ، إدارة الموارد البشرية (الإسكندرية:الدار الجامعية –؟) .

7-   د. راوية محمد حسن ، إدارة الموارد البشرية ( الإسكندرية : الدار الجامعية ، 1999-2000).

8- د.  محمد مرعي مرعي ، أسس إدارة الموارد البشرية (القاهرة: دار الرضا للنشر ، 1999).

9-   Compton‘s Interactive Encyclopedia. Copyright © 1994, 1995 .

10- The World Almanac and Book of Facts Copyright © 1991 by Pharos Books.

11–   Encyclopedia Britannica– Copyright ©1994-1999 .

12l’Encyclopédie Bordas Multimédia. Copyright ©

 

Start typing and press Enter to search

Shopping Cart