خطوات أساسية نحو اللامركزية كحل لتنمية القطاع الصحي في سودان ما بعد الحرب
راوية كمال الدين
يشهد القطاع الصحي في السودان تداعيات حرب مدمرة تركت آثارًا عميقة في البنية التحتية والمؤسسات الصحية، فقد أدت النزاعات المسلحة إلى إتلاف المستشفيات والمراكز الصحية، ما أسفر عن تدهور جودة الخدمات ونقص حاد في الكوادر الطبية والمستلزمات الأساسية. كما أن الحرب زادت من تشتت السلطة والموارد، وأدت إلى نزوح جماعي للكفاءات وتأثير سلبي في عمليات التمويل وإدارة الموارد، ما أثّر بشكل جذري في قدرة الدولة على تلبية الاحتياجات الصحية للمواطنين في المناطق الريفية والحضرية على حد سواء.
في ظل هذه التحديات الاستثنائية، تبرز اللامركزية كحل إستراتيجي لإعادة بناء النظام الصحي وتأهيله للتعامل مع إرث الحرب وآثارها الاجتماعية والاقتصادية. وتقوم هذه الإستراتيجية على نقل الصلاحيات المالية والإدارية والتنظيمية إلى السلطات المحلية، ما يتيح للمناطق المتضررة اتخاذ قرارات سريعة ومناسبة لخصوصياتها وظروفها المحلية.