لمحة حول المسح العنقودي متعدد المؤشرات… وثيقة محوصلـة للتقرير العالمي حول التنمية البشرية “الثروة الحقيقية للأمم… مسارات نحو التنمية البشرية” ملامح عن تونـس
1- المقدمــة:
يتضمّن تقرير التنمية البشرية لسنة 2010 الصّادرعن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (PNUD) بعنوان “الثروة الحقيقية للأمم… مسارات نحو التنمية البشرية” تحليلا مفصّلا حول المكاسب المحققة على مدى الأربعين سنة الأخيرة (منذ سنة 1970)، في ميادين الصحة والتعليم والدخل من خلال مؤشر التنمية البشرية ومن خلال مؤشرات التمكين، ومؤشر الفقر المتعدد الأبعاد، ومؤشرات التأقلم البيئي والعمل اللائق والمؤشرات المعدلة حسب عدم المساواة والفوارق بين الجنسين، والتي تؤثّر بطريقة غير مباشرة على مؤشر التنمية البشرية.
وينتج عن تطور المؤشرات في مختلف هذه المتغيرات؛ بالإضافة إلى تداخل أبعاد أخرى للتنمية البشرية؛ تنمية بشريّة متواصلة ومستدامة.
ويأخذ التقرير (في نسخته العشرين) بعين الإعتبار البلدان التي تكون إحصائياتها أكثر شمولا ودقّة و يسهل تصنيفها ومقارنتها ببعضها. وتخصّ هذه العملية أكثر من 90 % من سكّان العالم.
وأدخل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي العديد من التغييرات الجوهرية على تقرير سنة 2010 شملت المؤشرات والمنهجية بهدف إكساب الإحصائيات المتعلقة بعدم المساواة والتكافؤ بين الجنسين والفقر أكثر دقّة. كما يقدم التقرير صيغة معدّلة لمؤشر التنمية البشرية والتي حتى وإن احتفظت بنفس الأبعاد الثلاثة (الصحة والتعليم والدخل) فإنّها استعملت مؤشرات أكثر وجاهة في تقييم التقدم المسجل.
2- مؤشر التنمية البشرية: الصّيغة المعدّلة: Humain « IDH » L’Indice de Développement
يبقى مؤشر التنمية البشرية مقياسا إجماليا لقياس التقدم في أبعاده الثلاثة: الصحة والتعليم والدخل. إلاّ أنّ تقرير سنة 2010 غيّر المؤشرات المستعملة لقياس التطور المسجّل في ميادين الصحة والتعليم والدخل (مستوى العيش اللائق)، مع تغيير لطريقة الاحتساب.
فيما يتعلق بالبعد المعرفي، فقد عوّضت مدة التمدرس نسبة الأمية، كما عوّض متوسط سنوات الدراسة المتوقعة (أي سنوات الدراسة التي قضّاها كل طفل مع الأخذ بعين الاعتبار نسب التمدرس الخام الحالية)، نسب التمدرس الإجمالية الحالية.
أمّا فيما يتعلق بمستوى العيش اللائق، فقد عوّض الدخل الوطني الخام لكل ساكن الناتج الداخلي الخام لكل ساكن، وهو ما سهّل بالخصوص الأخذ بعين الاعتبار في احتساب المؤشر التحويلات المالية المتأتية من الخارج إلى جانب الإعانات الخارجية.
وفيما يتعلق بالصحة*، فقد أدخل التقرير مقاييس أخرى تساعد على قياس مدى أهلية كلّ فرد على التمتع بحياة صحية من دون أن يمسّ ذلك من مؤشر مؤمل الحياة عند الولادة والذي يبقى مؤشرا وجيها.
كما تمّت إعادة النظر في الطريقة المعتمدة للجمع بين الأبعاد الثلاثة (الصحة والتعليم والدخل)، أي أنّ التقرير يقوم باحتساب المعدل الهندسي moyenne géométrique لهذه الأبعاد. كما تمّ اعتماد مقياس بديل لمؤشر التنمية البشرية يسمّى بــ” مؤشر التنمية البشرية المختلط” « IDH Hybride » يقوم بالجمع بين المؤشر الجديد والمؤشر الأصلي (مؤشر أمل الحياة عند الولادة، نسبة الأمية، نسبة التمدرس الخام والدخل الوطني الخام لكل ساكن).
3- التعديلات بعامل عدم المساواة:
أدخل تقرير سنة 2010 ثلاثة مقاييس جديدة لمزيد التعرّف على تطوّر مظاهر عدم المساواة بين البلدان وداخلها، وهي:
- مؤشر التنمية البشرية المعدّل بعامل عدم المساواة :l’indice de Développement Humain ajusté aux inégalités « IDHI »
شمل تقييم هذا المؤشر 139 بلدا و يغطي نقائص التنمية البشرية المتولدة عن عدم المساواة في ميادين الصحة والتعليم والدخل. ويعادل هذا المؤشر مؤشر التنمية البشرية في وضعية المساواة التّامة بين الأفراد، في حين ينخفض كلّما تكون نسبة عدم المساواة كبيرة.
- مؤشر عدم المساواة بين الجنسين: L’Indice d’inégalité du genre« IIG »
شمل تقييم هذا المؤشر 138 بلدا، وأبرز تفاوتا في التقدم المسجّل بين الرجال والنساء في ميادين الصحة الإنجابية والتمكين ونسبة النشاط. ويستنتج بخصوصه أنّه كلّما كانت الاختلافات بين الجنسين هامة كلّما كان المؤشر مرتفعا.
- مؤشر الفقر متعدد الأبعاد: L’indice de pauvreté multidimensionnelle « IPM »:
يكمّل هذا المؤشر المقاييس المرتكزة على الدخل (المقياس النقدي) مع الأخذ بعين الاعتبار درجة الحرمان المتعددة الأبعاد والتي تمسّ الصحة والتعليم ومستوى العيش لكل أسرة. ويجمع هذا المؤشر عدد الأشخاص الذين يشكون من الحرمان وحدّته. (تعدّ الأسرة الواحدة التي تشكو من الفقر متعدد الأبعاد، الأسرة التي حرمت من
2 إلى 6 مؤشرات حرمان من جملة 10 مؤشرات*). وتعوّض هذه الطريقة الجديدة في قياس مؤشر الفقر البشري l’indice de pauvreté humaine (IPH) المعتمدة منذ سنة 1997.
4- نتائج تونس: النتائج العامة و التقدم:
– أ – مؤشر التنمية البشرية:
بلغ مؤشر التنمية البشرية حسب هذا التقرير 0,683 سنة 2010 وبذلك احتلت تونس المرتبة 81 من بين 169 بلدا في مجال التنمية البشرية خلال سنة 2010 والتحقت بمجموعة البلدان ذات المعدل المرتفع للتنمية البشرية وذلك مقارنة بسنة 1980 (حيث بلغ هذا المؤشر 0,436) أي بزيادة قدرها 56 % مسجلا بذلك زيادة سنوية قدرها 1,5 %.
تطور مؤشر التنمية البشرية
السنوات |
تونس |
متوسط معدل النمو السنوي |
البلدان العربية |
متوسط معدل النمو السنوي |
العالم |
متوسط معدل النمو السنوي |
1980 |
0,436 |
1.89% |
0,396 |
1.72% |
0,455 |
1.46% |
1990 |
0,526 |
1.54 % |
0,470 |
1.11 % |
0,526 |
0.80 % |
2000 |
0,613 |
1.18 % |
0,525 |
1.37 % |
0,570 |
0.96 % |
2005 |
0,650 |
1.02 % |
0,562 |
0.92 % |
0,598 |
0.86 % |
2009 |
0,677 |
0.44% |
0,583 |
0.43 % |
0,619 |
0.40% |
2010 |
0,683 |
– |
0,588 |
– |
0,624 |
– |
النمو بين 1980-2010 |
56,6 |
48,48 |
37,14 |
وتحتل تونس المرتبة السابعة فيما يتعلق بتحسن مؤشر التنمية البشرية
الترتيب |
الترتيب حسب تحسن مؤشر التنمية البشرية |
البلدان |
|
1 |
سلطنة عمان |
2 |
الصين |
3 |
النيبال |
4 |
أندونيسيا |
5 |
المملكة العربية السعودية |
6 |
الجمهورية الديمقراطية الشعبية بلاوس |
7 |
تونس |
8 |
كوريا الجنوبية |
9 |
الجزائر |
10 |
المغرب |
ولقد عرفت مكونات مؤشر التنمية البشرية في تونس تحسّنا ما بين سنة 1980
و 2010 حيث:
- تطوّر معدل أمل الحياة عند الولادة بـ 12 سنة،
- تطوّر معدل سنوات الدراسة بأكثر من 4 سنوات،
- تطوّر سنوات التمدرس المبرمجة بأكثر من 6 سنوات،
- تطوّر الدخل الوطني الخام لكل ساكن ب111 % .
ب – مؤشر التنمية البشرية المعدّل بعامل عدم المساواة:
L’Indice de Développement Humain ajusté aux inégalités « IDHI» :
إذا أخذنا بعين الاعتبار في احتساب مؤشر التنمية البشرية عامل “عدم المساواة” فإنّ تونس تسجل تراجعا في نتائجها من 0,683 إلى 0,511 )بنسبة تراجع تعادل 25 % (.
ويلخّص الجدول التالي هذا التعديل:
المؤشر معدّل بعدم المساواة |
القيمة |
مؤشر “جيني” */ الدخل |
40,8 |
المستوى التعليمي معدّل بعامل عدم المساواة |
0,378 |
أمل الحياة عند الولادة معدّل بعامل عدم المساواة |
0,751 |
الدخل معدّل بعامل عدم المساواة |
0,469 |
مؤشر التنمية البشرية معدّل بعامل عدم المساواة |
0,511 |
ج- مؤشر عدم المساواة بين الجنسين:
يتضح من خلال تحليل بيانات تونس سنة 2008 تونس أنّ:
- المرأة لا تحتل سوى 19,9 % من المقاعد في البرلمان،
- 34 % فقط من النساء (في سنّ الكهولة) لهنّ مستوى ثانوي أو تعليم عالي مقارنة
- بـ 48 % من الرجال،
- يسجّل وفاة 100 امرأة بسبب الحمل من أصل 100.000 ولادة حيّة.
- نسبة خصوبة الفتيات بلغت 6,9 ولادة لكلّ 1000 ولادة حيّة.
- نسبة نشاط المرأة في سوق الشغل هي بــ 28 % مقارنة بـ %74 عند الرجال.
وبذلك يبلغ مؤشر عدم المساواة بين الجنسين 0,515 و تحتل تونس المرتبة 56 من بين 138 بلدا تمت دراستها بالاعتماد على بيانات سنة 2008.
د – مؤشر قياس الفقر متعدد الأبعاد:
يحدّد هذا المؤشر درجة الحرمان المتعدد لكل أسرة ويتضح أنّ 2,7 % من السكان يشكون من وضعيّات متعددة للحرمان وأنّ 4,9 % معرّضون لها. ويجدر التذكير أنّ هذا المؤشر قد بلغ 28% في المغرب، 2,7% في الأردن و 6,4 % في مصر.
وفيما يتعلق بحدّة الحرمان فهو يمثل متوسط نسبة الحرمان التي يعيشها كلّ شخص. وتمثّل هذه النسبة 37 % في تونس، في حين تبلغ 48,8 % في المغرب و 35,5 %
و40,4 % في مصر. وبالتالي، فإنّ هذا مؤشر الفقر متعدد الأبعاد (نسبة السكان اللذين يعيشون حالة حرمان متعدّد الأبعاد، معدّلة حسب الحدّة) تمثّل 0,010 في تونس، في حين تبلغ 0,139 في المغرب و 0,010 في الأردن و0,026 في مصر.
الملاحـــق
– أهم المؤشرات في تونس:
المؤشر |
القيمة |
الصحة مؤمل الحياة عند الولادة |
74,3 |
التعليم متوسط سنوات الدراسة |
6,5 |
الدخل الدخل الوطني الخام |
7979 |
عدم المساواة مؤشر التنمية البشريةالمعدل بعدم المساواة |
0,511 |
الفقر حسب حدة الحرمان |
37,1 |
حسب الجنس مؤشر عدم المساواة بين الجنسين |
0,515 |
مؤشر التنمية البشرية |
0,683 |
الرتبة |
81 |
2– تفاصيل عن المؤشرات:
الصحة:
المؤشر |
القيمة |
المصاريف الصحية |
3 |
نسبة الوفاة لدى الأطفال الأقل من خمس سنوات لكلّ 1000 ولادة حية |
21 |
مؤمل الحياة عند الولادة (بالسنوات) |
74,3 |
التعليم:
المؤشر |
القيمة |
معدل تعليم الراشدين من 15 سنة فأكثر |
78 |
النفقات الدراسية (% من الناتج الداخلي الخام) |
7,2 |
مستعملي الأنترنات (لكل 100 شخص) |
27,1 |
متوسط سنوات الدراسة (بالسنوات) |
6,5 |
المدة المتوقعة للتمدرس (بالسنوات) |
14,5 |
الدخــل:
المؤشر |
القيمة |
الدخل الوطني الخام لكل ساكن |
7979 |